سر السكوت عن الإخوان..!

تأسست جمعية الإصلاح الاجتماعي الوجه الكويتي، السري والعلني، لحركة الإخوان المسلمين عام 1962. وبالرغم من كل مثالب وسقطات وهفوات وحتى خيانة تنظيم الإخوان العالمي للكويت، خاصة أثناء الغزو واحتلال صدام لها في أغسطس 1990، إلا أن الحكومة اختارت في الغالب مهادنة فرعهم المحلي، والسكوت عن خيانة التنظيم الدولي، لا بل ودعمهم ماديا وسياسيا، وبغض النظر عن الكثير من غريب تصريحاتهم وممارساتهم بعدها، خاصة أثناء «الربيع العربي» وما صاحبها من أحداث كادت أن تودي بنا للخراب. ولا يمكن أن ننسى بالطبع تهديدات الحربش وما سبقها من تهديدات عبدالله العلي الصريحة للحكومة، الذي اختار، لسبب ما، عدم الدخول في مواجهة معهم، ربما لحسابات خاصة يعرفها أكثر من غيره. ما هو مؤكد أن لدى أجهزة الدولة ملفا كاملا بكل تجاوزات وجرائم الإخوان، سواء ما تعلق منها بمرحلة الغزو أو إبان أحداث «الربيع العربي»! ويقال إن الدولة تقوم باستخدامهم لتحقيق أهدافها ضد الأطراف الأخرى المناوئة لها، وإن بدا منهم أي تحرك غير مرغوب قاموا بالتلويح بالملف أمام أعينهم، أثناء ذلك يستمر كبارهم في الغرف من أموال الدولة من خلال مختلف مشاريعهم التجارية والهندسية.

***

يدعي المحاضر والداعية ورجل الأعمال طارق سويدان، في الكثير من أقواله ومحاضراته، أنه يمثل ويتحدث، أو على الأقل يمون على تيار الإخوان المسلمين، ولا يجد حرجا بطبيعة الحال في التحدث باسمه والاشادة بمواقف الإخوان داخل الكويت وخارجها. وفي تقرير بثته قناة «العربية» مؤخرا كشفت عن قيام السويدان بالتحدث لجماعة من الإخوان في السودان عام 2014. تسرب شريط ما كان يتحدث به بعد انهيار نظام البشير، الذي كان إخوانيا بامتياز. وورد في أحد مقاطع الشريط كلام غريب يستحق تسليط الضوء عليه: يقول السويدان «... نحن (الإخوان) «استطعنا»، بفضل الله، في الكويت أن يكون لنا دور رئيسي في أمرين: الأول ان الكويت أعلنت عن نيتها دعم «الانقلاب العسكري» في مصر بعدة مليارات. قمنا بحركة قوية جدا لإيقاف ذلك الدعم، ونجحنا في عدم موافقة مجلس الأمة عليه. والأمر الثاني تعلق بالاتفاقية الأمنية. وهي خطيرة جدا لأنه ممكن لأي واحد أن يسلم إلى دولة أخرى، حتى لو لم تصدر بحقه أحكام. عملنا أيضا حركة قوية جدا كي لا يوافق عليها المجلس (الأمة). والمجلس الحالي (2014) مجلس حكومي، والحكومة هي التي شكلته عمليا، (ومع هذا) مارسنا الضغط على البرلمان، الذي هو بيد الحكومة، لرفض تأييد الاتفاقية، فلم تمر»! وأضاف السويدان أن قيادة الإخوان دخلت فيها مجموعة من الأخوات، وأن زوجته مسؤولة عنهن في الحزب!

***

وحيث لم يصدر أي نفي من «حدس» أو الإخوان أو جمعية الإصلاح على كلام السويدان، ولا حتى نفي من الأخير، فهذا يعني صحة الحديث. كما يعني أيضا ان كل ما صدر عن «قيادات إخوانية هندسية أخرى» عن نفي تبعية او انتماء «حدس» أو الإصلاح لتنظيم الإخوان المسلمين كذب وافتراء. فطارق سويدان يتحدث بثقة مفرطة في الشريط المسرب كونه واحداً من جماعة الإخوان في الكويت. وبعد كل هذا، ما هو سر سكوت الحكومة على مثل هذه التسريبات؟!

يمكن متابعة كلمة السويدان على الرابط التالي: 

https://www.youtube.com/watch?v=ckshya0yi9w

أحمد الصراف

a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top