الجني السعودي والجريدة اللبنانية

أصدرت المحكمة الجزائية السعودية حكماً في القضية المعروفة إعلامياً بقضية «قاضي الجن» التي تضم 38 متهما، وتراوحت الأحكام بين البراءة والسجن مدة 20 عاماً للمتهمين الثلاثة الرئيسيين بالقضية، وهم القاضي ومستشاران له. تعود حيثيات القضية إلى عام 2016 عندما صدر حكم براءة قاضٍ في قضية هي الأغرب في تاريخ القضاء السعودي، وربما العالم، وذلك عندما استولى القاضي على 600 مليون ريال من خلال الرشوة والتزوير واستغلال الوظيفة، وذلك عندما ادعى، في معرض دفاعه عن نفسه، بأنه لم يكن يدرك ما يفعله لأن جنياً تلبسه وأصبح ينطق ويتصرف نيابة عنه. وبعد عرضه على أحد أشهر الرقاة أكد هذا «الراقي» أن الجني هو المسؤول عن كل ما قام به القاضي وأنه المتسبب الحقيقي في تهم الفساد، وبناء على ذلك فقد قضت المحكمة الإدارية بالمدينة المنورة حينها بعدم إدانة القاضي بالفساد المالي والإداري أو الاستيلاء على ذلك المبلغ الضخم. شكل ذلك الحكم صدمة للعقل البشري حينها، طارت وكالات الأنباء بالقصة، وتداولتها معظم وسائل الإعلام العالمية، وجرى القبول بالحكم على مضض، فمن يعترض عليه فهو يعتبر طاعناً في نزاهة واستقلال القضاء، ولكن لأن الموضوع صعب هضمه أو استيعابه فقد أصبح حديث المجتمع بأكمله، وانتظر الكثيرون طويلاً تدخلاً ما لإيقاف مهزلة كبرى. وجاء المدد بعد ثلاث سنوات عندما قررت السلطات في المملكة إعادة محاكمة «قاضي الجني»، وجرى ذلك وحكم عليه بالسجن 20 عاماً مع التنفيذ الفوري. ومع الأسف لم يأتِ الحكم على ذكر الراقي، الذي كان يجب أن يرافق الجاني الحقيقي رحلة العشرين عاما وراء قضبان السجن.

***

تصدرت العناوين التالية غلاف مجلة «الأحرار المصورة»، وهي مجلة لبنانية أدبية ثقافية فكاهية روائية. ومع أنه لم يرد في ترخيصها أنها سياسية، إلا أن كل عناوينها سياسية، مثل:

• انتخابات ومقاطعة مجالس نيابية مطعون في شرعيتها.

• البحث في إلغاء الطائفية السياسية في الدستور.

• جدال حول دكتاتورية المجلس.

• سقوط سعر الليرة اللبنانية.

• انقسام نيابي حول إجراء الانتخابات البلدية.

• قانون الإيجارات موضع جدل.

• مشكلة تجنيس المهاجرين.

• نقاش حول الحدود اللبنانية الفلسطينية.

• أموال البلاد بين السرقات والحرائق. ويبدو للوهلة الأولى أن أخبار الصفحة الأولى من المجلة تتحدث عن أحداث الساعة في لبنان، لكن بالتمعن أكثر نجد أن تاريخ صدور المجلة يعود لعام 1927، وهي مجلة أسبوعية أصدرها جبران تويني، مؤسس النهار، عام 1926، ولم تستمر لأكثر من سنتين! فما أشبه أخبار لبنان قبل 92 عاماً باليوم. وبالتالي من يعتقد أن وضع لبنان سيتغير إلى الأفضل.. فهو مع الأسف.. واهم جداً!

أحمد الصراف

 

الارشيف

Back to Top