النفيسي.. ومجرد مطربة

يعتبر الفنان معجب الدوسري أول فنان تشكيلي كويتي، ولد عام 1922 وتوفي عن 34 عاما. أما أول فنان تشكيلي كويتي أقام معرضا خاصا لأعماله فقد كان خليفة محمد القطان. ويعتبر الفنان عبد العزيز الكويتي، أو النقي، المتوفى عام 1982، من أوائل مطربي الكويت الحديثة مع زميليه عبد اللطيف الكويتي أو العبيد (1901 - 1975) وعبد الله الفضالة (1913 - 1967). كما يعتبر الفنان التشكيلي أيوب حسين القناعي (1933 - 2013) واحدا من أشهر من رسم ووثق البيئة الكويتية القديمة قبل ان تزال وتمحى من حياتنا، وتاليا من ذاكرتنا، ويحسب له الجهد الكبير الذي بذله في حفظ التراث. وسبق أن درسني الأستاذ أيوب حب الفن وحب الوطن في مدرسة الصباح. كما يعتبر الفنان الكبير بدر القطان من كبار مؤسسي المدرسة التشكيلية في الكويت، وترك وراءه بعد وفاته عام 2009 ثروة فنية كبيرة. ويعتبر الفنان الموسيقي أحمد باقر من أوائل الملحنين «المودرن» وله ألحان وطنية رائعة لا تزال حية. كما حققت أغنيته «لي خليل حسين» طفرة غنائية، وهي من كلمات شخصية سياسية كبيرة راحلة. ولا ننسى في هذه العجالة المطرب غريد الشاطئ الذي غادرنا مبكرا، والفنان خالد الفرج، صاحب الفضل على الكثير من المغنين، والشعراء عبد الله الفرج وفهد العسكر، وفهد بورسلي، وغيرهم الكثير. وفي مقابلة مثيرة للجدل، وهذه طبيعة مقابلات السيد عبد الله النفيسي، والتي أجراها المقدم المبدع عمار تقي معه من خلال برنامج «الصندوق الأسود»، ذكر، في معرض حديثه عن أم كلثوم، أنها كانت مجرد مغنية، وسبب إن جنازتها كانت مليونية هو لأننا شعوب عاطفية ونحن مساكين لأن مغنية حولت المنطقة العربية لغرزة حشيش! ففي ليلة غنائها يتم تجهيز القعدة في مصر، ويجهزون البلاوي والمشاريب والشيشة، والليلة اللي يصير فيها حفلة لأم كلثوم كانت مصر كلها تتحول لغرزة! لست في معرض الدفاع عن أم كلثوم، فعشاقها كثر وسيتولون ذلك عني، ولكني أتساءل فقط: هل كان عبد الله النفيسي سيقول هذا الكلام عن مصر وأم كلثوم لو كان حكم مصر لا يزال بيد الإخوان، وليس بيد من يسعى للقضاء عليهم؟ مجرد تساؤل! ومن يسخر من أم كلثوم كونها مجرد مطربة، فسيقول الكلام نفسه عن الملحن بأنه مجرد موسيقي، والآخر مجرد روائي والرابع مجرد شاعر أو مجرد نحات أو مجرد رسام... وغير ذلك، وهذا تعالٍ مخلّ ما كان يجوز صدوره ممن يصف نفسه بالسياسي والأكاديمي، فجميع هؤلاء يشكلون نواة أي مجتمع، وتصعب الحياة بغيرهم، بل تصبح خاوية وبلا معنى! وبمناسبة حديث السيد النفيسي عن القسم على الولاء والطاعة أمام المرشد، فأود التوضيح بأن هذا الطقس الحزبي السري لا يعني الكثير في الغالب. فقد أداه الآلاف ومع هذا لم يفيدوا التنظيم في شيء، وبعضهم هجر التنظيم بغير أسف. في الوقت الذي قدم فيه الكثيرون فوائد جمة للتنظيم دون المرور بمرحلة القسم للمرشد، ربما لأن طبيعتهم أبت عليهم أداء قسم مذل يتضمن تعهدا بالولاء والطاعة لمرشد يعتقدون في قرارة أنفسهم أنهم أكثر فهما منه وأعلى مكانة. كما أن عدم الإعلان عن الانضمام للإخوان يعطيهم مرونة أكبر في الدفاع عن مصالحهم.

أحمد الصراف 



الارشيف

Back to Top