يا لها من وقاحة!

طالب الكثيرون بضرورة تحصين «البيت الكويتي» من الداخل، لأنه بحاجة للاهتمام والترميم؛ بسبب تصدعه! فهناك خلاف بين أبناء البيت الواحد، وهذا ما ظهر للعلن، وهناك صراع داخلي على الكراسي أشغل الكثيرين عن الصراع الخارجي على كيكة النفط الخليجي. وقالوا إن هناك انتخابات برلمانية قامت وتقام على أسس ودوافع قبلية أو طائفية أو مادية، وإن هذا المرض الطائفي القبلي انتقل للجسم الطلابي. وظهر النفَس القبلي والعنصري في الانتخابات الأخيرة للجمعيات العلمية. كما تجذر الفساد في معظم الجسد الحكومي. وزادت قضايا سرقة المال العام المحالة للقضاء، وتم حل مجالس ادارات الكثير من الجمعيات التعاونية المنتخبة بسبب الفساد المالي، وبالتالي من الضروري التصدي لترميم البيت الكويتي من الداخل قبل التفكير في كيفية مواجهة الخطر المحتمل من الخارج!

***

من يقرأ مثل هذه الكلمات يعتقد أن كاتبها إما الدكتور الفاضل الكبير أحمد الخطيب أو السياسي الوطني المحنك عبد الله النيباري. ولكن الحقيقة غير ذلك تماما. فكاتبها هو أول من شارك في الانتخابات الطلابية، القبلية الطائفية، ونجح في دخول المعترك السياسي عن طريقها. وحدث ذلك قبل الثورة الخمينية، وقبل أن تأتي ظاهرة القوائم الطلابية السياسية الشيعية. وهو من أوائل من رتبوا ودعموا ونظموا الانتخابات الطائفية الفرعية عام 1981 والتي جرت في الدعية، وفاز بها متعاطفون مع الإخوان. كما كان وجماعته وراء أول انتخابات فرعية للقبائل في مناطق الجهراء والعمرية وغيرهما، وكانوا كإخوان، من المشرفين على صناديق انتخابات القبائل وانتخابات المبرات والجمعيات التعاونية، التي أصبحت في رأيهم الآن فاسدة، بالرغم من أن من أفسدها كانوا في غالبيتهم من الإخوان. كما أن الإخوان، مع غيرهم من رؤساء الأحزاب السياسية الطائفية والدينية بمختلف أطيافها، هم من ساهموا في تمزيق المجتمع وتبعهم بعده الغوغاء. لقد عاث جميع هؤلاء في الوطن فسادا، وجمعوا لأحزابهم المليارات، واستقطعوا حصتهم منها، وفازوا بالمناقصات وكدسوا الثروات، واعتلوا أعلى المناصب، وعندما كبروا وشبعوا، جاء الوقت ليصبحوا كتابا ومنظرين ومصلحين ومن المنادين بتحصين البيت الكويتي الذي كانوا هم من أوائل من سعوا لتخريبه وهدمه... فيا لها من وقاحة!

أحمد الصراف 



الارشيف

Back to Top