الفرح مع المطرب «آكون»

لبّيت قبل أيام دعوة من الديوان الأميري لحضور الحفل الختامي للمشروع الوطني للشباب، الذي أقيم في قصر بيان. سعدت كثيرا بالحفل وبرؤية هذه الباقة الجميلة من الشباب الطيب الواعد الذين كرموا من قبل صاحب السمو الأمير لإنجازاتهم في مختلف المجالات. كما سررت أيضا مما شاهدته من عروض راقصة جميلة طالما زينت وأبهجت احتفالات الكويت الرسمية وغير الرسمية بتصاميمها وموسيقاها الوطنية الجميلة، التي اختفت لعقود من سمائنا فجأة. وتذكرت، وأنا منسجم ومستمتع بذلك الحفل الرائع، مقابلة قديمة أجراها فيصل الدويسان، قبل أن يتحول من إعلامي ناجح لسياسي غير موفق، مع المرحوم أحمد المهنا، الذي شغل، قبل تقاعده في بداية الثمانينات، منصب وكيل وزارة التربية المساعد، حيث ذكر المهنا في المقابلة الكثير عن الأنشطة الراقصة والاستعراضات الرياضية الضخمة التي كانت الكويت تقيمها في السبعينات وحتى الثمانينات لكبار رجال الدولة ولضيوفها، والتي كانت يشارك فيها فتية وفتيات الكويت، وكان آخر ما نظم من مهرجانات رياضية عام 1981، وصاحبت ذلك مهرجانات مسرحية وموسيقية ناجحة، وكان للفقيد المهنا، الذي توفي في أغسطس 2004 دور، حتى ما قبل تقاعده بفترة قصيرة، في الإشراف على مختلف الأنشطة الاستعراضية وحتى في اختيار المعلمين، والإشراف كذلك على توزيعهم على المدارس بحسب الحاجة التي خطط لها. ولكن قوى الظلام والغلو التي طغى نشاطها في الكويت بدأت في الدفع لوقف مثل هذه الأنشطة، وتجاوبت معها الحكومة ببطء وتردد في البداية ثم بتسارع تاليا، حتى أصبح كل ترفيه بريء ممنوعا وحراما وفسقا وفجورا. وهكذا انهار كل نشاط، فتخلفنا في كل ميدان، وأصبحت حتى الحركة الكشفية مثيرة للشفقة بعد أن حاربها المتعصبون من جهة، ووقعت في أيدي من لا علاقة لهم بها أصلا من جهة أخرى، لتصبح شيئا من الماضي، لا أهمية له غير ما تصرفه الوزارة عليها، أو لها من معونة مالية لا يعرف كيف يتم التصرف بها! من الأمور الطريفة، أو ربما المثيرة للدهشة، أن حكومتنا الموقرة، وبتدخل من قوى التعاسة والعبوس، منعت مؤخرا المغني الأميركي الشهير آكون akon من دخول الكويت، وبالأمس فقط، وبالدقة يوم 22 مارس الماضي، أقام نفس المطرب حفلا غنائيا رائعا على ساحل مدينة الدمام السعودية، وعلى مسيرة ساعتين بالسيارة من قلب مدينة الكويت! وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح، وسكتنا نحن عن الشكوى والصياح. أحمد الصراف



الارشيف

Back to Top