ناس تخاف.. ما تختشيش

عنوان المقال مثل مصري ينطبق على شعوب ومجتمعات كثيرة، خاصة المقهورة منها.
ورد في أحد مقالات الروائي علاء الأسواني مثال عن الذين يخافون ولكن لا يختشون، بأنه أحضر يوما فنيا لاصلاح آلة في عيادته. بعد ساعة كاملة لم ينجح في اصلاحها لافتقاده للمهارة اللازمة، فعرض عليه مبلغا وطلب منه أن ينصرف. فوجئ به يصيح بوقاحة طالبا ضعف المبلغ الذي عرضه، وباءت محاولات تهدئته بالفشل، وزاد صياحه وبدأ فاصلا من البذاءة. تصادف وجود ضابط بين مرضاه، فتدخل وأخذ من العامل بطاقته الشخصية وطلب اصطحابه للشرطة. هنا، للغرابة، تحول موقف العامل فجأة إلى النقيض، فاعتذر له واستعطف الضابط حتى أعاد إليه البطاقة وانصرف. وغير ذلك المئات من الأمثلة التي نعيشها جميعا في دولنا المتذبذبة في مستوياتها، بعد أن توقفنا عن الصعود والتقدم.
***
حققت الكويت عام 2017 في مهرجان أو مونديال القاهرة للأعمال الفنية المركز الأول، من بين 19 دولة، حيث سجلت الأعمال الكويتية 45 جائزة، بين ذهبية وفضية وبرونزية، لتصبح بذلك الكويت الدولة التي نالت غالبية الجوائز في هذه الفعالية الفنية الإعلامية العربية! لسبب ما لم يلق ذلك الخبر تغطية صحافية كبيرة في حينه، بالرغم من أهميته، ولم يعرف سبب ذلك التجاهل أو الصمت، إلا مؤخرا!
ففي مونديال 2018 شاركت الكويت كضيف شرف. وشاركت، كالعادة، بمجموعة كبيرة من الأعمال الفنية وحصلت في النهاية على جوائز كثيرة مختلفة الأحجام والألوان والأطوال والأوزان! ولكن بعد الإعلان عن حصول الكويت على المرتبة الأولى، وعلى كل هذه الجوائز، عقد رئيس المونديال السيد المحترم وجيه أبو ذكري مؤتمرا صحافيا أعلن فيه عن إلغاء «افتتاح»، أكرر أعلن إلغاء افتتاح المؤتمر، وقبل ثلاثة ايام من موعده. وكانت الإشاعات قد انتشرت قبل هذا التصريح تفيد بوجود نيه لإلغائه، ولكن وفد الكويت نفى إشاعات التأجيل، مؤكدا أنه جرى تقييم جميع الأعمال الكويتية، الإذاعية والتلفزيونية، المشاركة هذا العام والتي بلغ عددها 55 عملا، وإن الكويت حصدت المركز الأول (كالعادة) متفوقة على 60 دولة.. وهذه أول مرة يسمع العالم فيها أن الأعمال الفنية تفوز بناء على «تقييم»، وقبل افتتاح المؤتمر بثلاثة ايام، وبعد إلغائه بصورة كاملة من دون ان ينعقد لدقيقة واحدة، وإن الجوائز يتم تقديمها في لوبي الفندق.
الطريف أكثر في الموضوع أن صورا عدة انتشرت على الواتس أب تبين أن من سلم أعضاء الوفد الكويتي الرسمي جوائز فوزهم في مهرجان لم يعقد اصلا، ولأعمال ربما لم يكن لهم دور في إنتاجها، هو نفس الشخص الذي أعلن عن تأجيل مونديال هذا العام… واخد بال حضرتك؟..
نتمنى لوطننا ألا يستمر تقدمه في مثل هذه المونديالات المؤجلة!

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top