الإعلان المبهم

قامت جمعية «… الخيرية الكويتية» بوضع عشرات، أو ربما مئات لوحات الإعلانات «الموبي» المكلفة على الأرصفة في مختلف شوارع ومناطق الكويت، وجميعها تدعو المواطنين والمقيمين، من قراء العربية، إلى حفظ سورة البقرة. وذكرت أن ذلك فيه «بركة لعافيتك»! وطبعاً النص مبهم وغير دقيق، ولا يعرف الهدف منه، فهل حفظ السورة ستأتي منه بركة؟ وما علاقة البركة بالعافية؟ وهل هناك دليل ملموس وحقيقي على أن حافظ سورة البقرة، ولو كان من شذاذ الآفاق، ستحل عليه البركة، ولو كان مريضاً سيتعافى مثلاً من أمراضه؟ لا شك أنه لا أحد بإمكانه الجزم بذلك.
ولا شك أيضاً أن هذا الإعلان كلّف الجمعية الخيرية المعنية الكثير، وقد قمت بالاتصال بأرقام الهاتف المدونة على الإعلان، فقيل لي إن المشرف على الجمعية هو فلان، وانه بإمكاني التسجيل في معهد الجمعية لتعليمي حفظ السورة بأقصر وقت.
لا شك أن القصد من الإعلان غير واضح، فلا يمكن أن تصرف جمعية خيرية ما يزيد على 200 ألف دولار، وهو تكلفة وضع 200 لوحة بقياس 180سم في 120 سم من الوجهين مع الطباعة لدعوة الناس إلى زيارتهم وحفظ سورة البقرة، خصوصاً أن زمن الحفظ والصم قد ولى تقريباً زمانه، وليس بالضروري أصلاً، ففهم السورة أهم بكثير من حفظها، وتطبيق ما فهمناه أهم من الحفظ والفهم، علما بأن كامل سورة البقرة والقرآن بكل سوره وآياته تتوافر طوع بنان حامل الهاتف النقال، وكل من استطاع قراءة ذلك الإعلان، وبإمكانه سماع سورة البقرة وغيرها عشرات المرات في اليوم الواحد.
كما أن هناك جهات عدة، حكومية وفردية، تقوم سنوياً بترتيب عشرات مسابقات حفظ القرآن بأكمله، وليس سورة واحدة منه، وتقوم بتوزيع جوائز قيمة على الحفظة، فبالتالي ما هو هدف إنشاء جمعية تصرف كل هذه المبالغ على غرض تتولى أمره عشرات الجهات الأخرى؟
لا شك أن هناك طرفاً مستفيداً من الصرف على مثل هذه الإعلانات المكلفة والمبهمة الهدف والمعنى. فليس هناك هدف واضح لصرف كل هذه المبالغ لنبلغ شريحة ما بأن «حفظ سورة البقرة… بركة لعافيتك»، فمن هو المستفيد الذي يروج لمثل هذه الجملة المبهمة؟
ألم يكن من المجدي أكثر صرف أموال هذه الإعلانات على تدريس وتعليم وتثقيف أبناء «البدون»؟ وهل الجمعية الخيرية صاحبة الإعلان لا تعرف ماذا تفعل بما جمعته من أموال؟ أم أن الصرف على مثل هذه المشاريع أكثر فائدة، مادياً، لمن يديرون الجمعية؟
نتمنى أن نسمع رداً من الجمعية المعنية وتفسيراً لتصرفها.
***

ربما أكون من أوائل من حاولوا كشف بعض الدعاة الأفندية من مرتدي الدبل الذهب والبدل الغربية من أمثال عمرو خالد، الذي ظهر مؤخرا في إعلان تلفزيوني أكد فيه ان المسلم الصحيح الإسلام هو الذي يأكل من دجاج شركة…..! وأن صيامه لا يكتمل صلاحه في شهر رمضان بغير تناول ذلك الدجاج. ثم ظهر في شريط آخر وهو يدعو من بيت الله المغفرة لمشاهديه ومتابعيه (فقط)، ثم تبين أنه كان يضع صورة الكعبة من خلفه. وفي فيديو آخر ظهر وهو يعتذر لـ «محبيه» على ظهوره في إعلانات تجارية سقيمة.

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top