كنا يوماً بحجمها

هناك مقولة تنسب للدكتور مصطفى محمود، مفادها أن أكبر إنجاز حققته انظمة الدول المتخلفة هو انها استطاعت إقناع شعوبها بأن التأهل لكأس العالم إنجاز كبير وإن تخلف التعليم والصحة شيء عادي. والتأهل للكأس لا يعني شيئا أصلا بغير الفوز، وحتى لو فازت اي من دولنا في ذلك الميدان، فهو فوز مصادفة وليس فوز جدارة، فهذا الفوز مر ويقابله فشل في مئات الميادين الأخرى، وبريق مثل هذا الفوز سيختفي حتما سريعا.
تحدث الكثيرون عن نجاح أيسلندا، تلك الدولة الأوروبية الصغيرة بسكانها ومساحتها، في الوصول الى نهائيات كأس العالم في روسيا، غير مدركين أنها من الدول الأكثر تقدما وازدهارا في العالم بفضل جودة نظم الصحة والتعليم فيها، وشبه انعدام الفساد الإداري والسياسي في نظامها. والطريف أن غالبية لاعبيها من غير المحترفين، فبينهم مخرج ومصور سينمائي وسمسار عقارات وخمسة أطباء ومحام وفنان موسيقي وهكذا.
ولو قارنا ما صرفته لإيصال فريقها، في مرحلة التحضير التي استغرقت سنوات، للمونديال والصرف عليهم هناك وإعادتهم الى وطنهم، لوجدنا أن ما صرف يقل عما صرفته دولة عربية ثانوية على وفدها الإداري لمراقبة تلك اللعبة، دع عنك المشاركة فيها.
فريق ايسلندا يمكن ان يكون افراده قدوة لمجتمعهم، أما معظم فرقنا، بأخلاقيات معظم لاعبينا ومستوياتهم التعليمية وطموحاتهم، فهم بحق أسوة غير حسنة لشباب مجتمعاتهم، وخاصة الأطفال، الذين اقتنعوا بأن الركض وراء الكرة أجدى لهم من الركض وراء العلم والدراسة والعمل الجاد.
وبمناسبة مشاركة ايسلندا في المونديال، قام أحد الظرفاء بطرح سؤال عن الكيفية التي تم فيها اختيار فريق كرة القدم الأيسلندي، وأتى بالإجابة التحليلية التالية:
https://alqabas.com/553182/

ما تبقى بعدها من السكان ممن لا عمل لهم، وعددهم 23، أصبحوا لاعبي فريق كرة القدم!

أحمد الصراف


الارشيف

Back to Top