أعظم الاختراعات

أظهر استطلاع جرى قبل بضع سنوات، وشمل عينات كبيرة من البشر ومن دول عدة، ومن خلفيات مختلفة، ثقافيا وتعليميا، ان أفضل اختراع انتجه العقل البشري، وأجمع الغالبية عليه هو «المرحاض الغربي»، الذي يعتبره البعض من المحرم استعماله. واعتمدوا في اختيارهم على عوامل عدة تتعلق بالصحة والحرج، والنظافة وغير ذلك من أمور. وسيحتفل العالم قريبا باليوم العالمي للمرحاض بغرض تسليط الضوء على أهمية دوره في حياتنا، ومدى ما يشكله من أهمية في حياة الكثيرين، خصوصا أن هناك أكثر من مليار من البشر لا حمامات لديهم.. إطلاقا!
كما تعاني المرأة في مجتمعات كثيرة، وحتى في أوروبا، من نقص المنشآت الصحية العامة الخاصة بالمرأة. ويقال إن عدم وجود مراحيض عامة لها، تاريخيا، وفي العصر الفيكتوري في بريطانيا بالذات، كان المقصود منه إبقاءهن بعيدا عن الأماكن العامة، وربما لا يزال هذا السبب وراء عدم وجود حمامات خاصة بالسيدات في الكثير من مدن العالم الإسلامي بالذات، ربما لدفع المرأة الى البقاء ضمن أضيق محيط ممكن! وتضيف مهندسة معمارية عالمية أن المنشآت العامة في اميركا، بما في ذلك التعليمية وأماكن العمل، كانت مصممة لاستخدام الرجال فقط، وقد حاولت النساء التكيف مع نقص المراحيض المخصصة لهن بعدة طرق، منها شرب كميات أقل من المياه وحبس البول لساعات أطول وقضاء وقت أقل في الأماكن العامة. وحتى بعد التوسع الكبير في بناء المراحيض، فإن العدد المتاح منها للرجل ما زال أكثر، على الرغم من حقيقة أن النساء أكثر احتياجا للمرحاض العام من الرجال، فهناك كبيرات السن اللائي يعانين سلس البول، والنساء خلال الدورة الشهرية، والحوامل، واللائي يحملن رضعا. ومعروف أن اليابان حققت تقدما جيدا نحو تعزيز المراحيض العامة للنساء. أما في الدول النامية فإن الوضع خطير بالفعل، فتقارير اليونيسكو تقول إن فتاة واحدة من كل 10 فتيات في أفريقيا لا تذهب إلى المدرسة خلال الدورة الشهرية. وهناك نتائج أخطر على بعض النساء اللاتي يجبرن على قضاء حاجتهن في العراء. ففي عام 2014 تعرضت فتاتان في ولاية أوتار براديش الهندية للاغتصاب والقتل عندما ذهبتا لقضاء الحاجة في العراء، وقد سلط الحادث الضوء على مشكلة الصرف الصحي هناك، فتطوره ما زال بطيئا في 90 دولة حول العالم. فهناك 600 مليون شخص يتشاركون المرحاض، و892 مليون شخص يقضون حاجتهم في العراء. وأظهر تقرير لمنظمة «ووتر إيد» حول وضع المرحاض في العالم عام 2017 أن اثيوبيا هي رقم واحد في العالم من حيث البيوت التي لا مراحيض فيها، و93 في المئة من شعبها تنقصهم أساسيات الصرف الصحي، في حين أن الهند فيها أكبر عدد من السكان الذين يعيشون بلا بنى تحتية للصرف الصحي، وعددهم يقدر بنحو 723 مليون شخص. ووفقا للتقرير فإن 46 مليون امرأة في اثيوبيا و355 مليون امرأة في الهند لا يتوفر لهن مرحاض آمن.
والآن، هل اقتنع معارضو اختيار المرحاض الغربي، كأفضل اختراع في التاريخ، بالفكرة؟

أحمد الصراف
الارشيف

Back to Top