يا بني.. أتمنى لك الفشل وسوء الحظ!

في يونيو الماضي، ألقى جون روبرتس، القاضي في المحكمة الأميركية العليا، كلمة في حفل تخرج طلبة مدرسة متوسطة (إعدادية)، وكان ابنه بين المتخرجين، حيث قال في كلمته: من وقت إلى آخر، في السنوات التي ستأتي، أتمنى يا بني أن تعامل بطريقة تخلو من الإنصاف، وذلك لكي تعرف أهمية العدالة. كما أتمنى أن تتعرض إلى الخيانة، فهذا سيعلمك ما يعنيه الولاء. إنني آسف لقول ذلك، ولكني حقاً أتمنى أن تشعر، بين الفترة والأخرى، بالوحدة، وبذلك لا تعتبر صداقات الغير أمراً مفروغاً منه. كما أتمنى لك ثانية، ومن وقت إلى آخر، سوء الحظ، وبذلك تدرك ضميرياً دور الفرصة في حياتك، وتتفهم أن نجاحك ليس أمراً حتمياً، وفشل الآخرين ليس حتمياً كذلك.
وعندما تفشل أو تخسر، وهذا ما سيحدث حتماً من وقت إلى آخر، أتمنى أن يسخر أو يفرح أعداؤك من فشلك، وهذه طريقة فعّالة لتفهم معنى «الروح الرياضية»، وتقبل بالهزيمة أو الخسارة. كما أتمنى أن يتم تجاهلك، وأنت تتحدث، لتعرف معنى الإنصات عندما يتحدث الآخرون معك. كما أتمنى أن تعاني ما يكفي من الألم لتتعلم أهمية العطف.
لا يهم إن كنت حقاً أتمنى هذه الأمور لك أم لا، فهي ستحدث لك حتماً، فنحن نتعلم من اللحظات الصعبة في الحياة، والأمر عائد إلى قدراتنا الخاصة بما يمكن أن نستخلصه منها، وبما تتضمنه من رسائل.
واستطرد القاضي قائلاً: إن من أكثر النصائح للمتحدثين في مثل هذه المناسبات هو الطلب من الخريجين أن يكونوا أنفسهم، وألا يخضعوا لضغوط الآخرين، وانه يتفق مع هذا الرأي تماماً، شريطة أن نكون مثاليين وكاملين. وحيث إننا لسنا كذلك، فإن علينا أن نجرب أن نكون شيئاً أفضل مما نحن عليه، وسبق لسقراط، الفيلسوف الإغريقي، أن قال: الحياة الخالية من التجارب غير جديرة بالعيش، وقد يكون شعار تلك الشركة القائل just do it مناسباً لبعض الأمور، ولكن حتماً شعاراً غير كاف إن كنا نرغب في معرفة كيف نعيش الحياة التي تنتظر إقبالنا عليها.
وأنهى القاضي الوقور خطبته بأمنية أو نصيحة ليست أكثر من كلمات أغنية forever young للمغني العالمي بوب ديلون الفائز بجائزة نوبل في الآداب، لروح وكلمات أغانيه المميزة، والتي تقول كلماتها: أتمنى أن يكون قلبك مليئاً دائماً بالفرح، وأتمنى أن تغني أغانيك، وأن تبقى إلى الأبد شاباً.
الخطاب جميل وممتلئ بكلمات ونصائح وأمثلة جميلة وذكية، ويمكن الاستماع إليه من خلال الرابط التالي:
http://time.com/4845150/chief-justice-john-roberts-commencement-speech-transcript/
***
ملاحظة: ذكرنا في مقال يا فلسطين جينالك أن المطربة سهام رفقي هي من أصل سوري، ولكن الصديق مصطفى الجندي ذكر لنا أنها لبنانية، واسمها «سهام القصاب»، وكان أخوها أحمد سالم القصاب إعلامياً معروفاً في كويت الستينات السبعينات، وأول من قرأ نشرة الأخبار في تلفزيون الدولة.

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top