إعلان وتعهد

يقيم الجيولوجي السابق، والداعية الحالي زغلول النجار في الأردن، بضيافة جماعة الإخوان، بعد ان ترك مصر لظروف سياسية خاصة.
وفي محاضرة جرت في الأردن كرر زغلول سابق ادعاءاته، من أن هناك شركات سويسرية تقوم بصنع أدوية لعلاج العقم وأمراض القلب والكبد باستخدام مستخلصات من أبوال الإبل. وقد اعترض وثار الكثيرون عليه، وطالبوه بالدليل، كما انبرى آخرون للدفاع عنه، ووصفه بالرجل العالِم.
وفي مقابلة على قناة تلفزيونية هاجم زغلول المعترضين على كلامه ووصفهم بالحثالة.
وردا على ادعاءات زغلول، ولوضع حد للنقاش الذي دار بين مؤيديه وبين المعترضين على كلامه، قام المحامي الأردني زيد عمر النابلسي، بنشر إعلان في صحيفة أردنية، ردا على محاضرة زغلول النجار، التي ألقاها في نقابة المهندسين الأردنيين، ذكر فيه التالي: أتعهد وألتزم التزاماً قانونياً لا رجعة عنه، وأكون مسؤولا عنه أمام القضاء والمحاكم الأردنية، بأن أقوم بدفع مبلغ مئة ألف دينار أردني عَدّاً ونقداً وعلى دفعة واحدة، لأول شخص، مهما كانت جنسيته، يقوم بإبراز دليل مادي قاطع عن اسم وعنوان شركة صناعة الأدوية السويسرية التي قال عنها زغلول النجار في مقابلة تلفزيونية مسجلة بأنها تصنع أدوية للعقم وللقلب وللكبد في سويسرا باستخدام أبوال الإبل، وأن يقوم بتسمية الدواء المذكور و/أو الأدوية المعنية، وأتعهد في تلك الحالة فور قيامي بدفع المبلغ المذكور، بنشر اعتذار رسمي باسمي الشخصي وموجهاً لزغلول النجار وأتباعه ومريديه، وذلك بالبنط العريض على مساحة صفحة كاملة في صحيفة الرأي الأردنية ولمدة ثلاثة أيام، والله على ما أقول شهيد. وقال إن تعهده القانوني مُلزِم لكاتبه، وساري المفعول لمدة عام كامل من تاريخه.
واليوم، وبعد مرور قرابة الشهرين على نشر ذلك التعهد، لم يقم لا زغلول ولا أي من اتباعه بإبراز ما يثبت ادعاءاتهم، وقبض المبلغ الكبير، علما بأن الحصول على اسم الشركة السويسرية، إن وجدت، يجب ألا يستغرق من أي باحث على الإنترنت أكثر من دقائق.
أخبرني قارئ بقصة أو حادثة زغلول في عمان، وطلب مني تفنيد كلام زغلول النجار، فقلت له إن القاعدة المنطقية تقول إن البيّنة على من ادعى، فهو الملزم بتقديم ما يثبت صحة ادعاءاته، وليس أنا، ولكن من باب التآزر مع المحامي زيد عمر النابلسي، فإنني على استعداد لدفع مبلغ مماثل للزغلول إن أثبت أن هناك بالفعل شركة سويسرية تقوم بصنع أدوية عقم وقلب وكبد من أبوال الإبل.
المشكلة لا تكمن في وجود من يستغفل البشر ويروي مثل هذه القصص أو القضايا التي لا أساس لها من الصحة، فعذره أنه مستفيد ماديا من جهل وسذاجة الكثيرين، بل المشكلة في وجود كل هذا الكم من الجهلة في مجتماعاتنا، التي تصدق مثل هذه القصص والخرافات، وهؤلاء يعيشون ويتحركون بيننا، ولبعضهم نفوذ ويحتلون مناصب عالية، وهم في تكاثر، وهذا أمر مخيف حقا.

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top