أخماس علي شريعتي

يعتبر المفكر الإيراني علي شريعتي، 1933 – 1977، واحدا من أفضل مفكري القرن العشرين في إيران، على الرغم من ميوله الدينية. كما يعتبره الكثيرون من ملهمي الثورة الإيرانية التي قادها تاليا آية الله الخميني.
تخرج شريعتي في كلية الآداب، وأرسله نظام الشاه عام 1959 ليكمل دراسته في فرنسا، حيث حصل على الدكتوراه في علم الأديان وعلم الاجتماع في تاريخ الإسلام من جامعة السوربون العريقة.
كان شريعتي من مؤيدي مصدق في شبابه، وبسبب ذلك تعرض للاضطهاد والاعتقال. وفكر النظام حينها في إرساله الى فرنسا ربما يتغير، ولكنه عاد أكثر تطرفا، وأسس عام 1969 حسينية الإرشاد لتربية الشباب (هل للأمر علاقة بجمعية الإرشاد في الكويت، الاسم القديم لحركة الإخوان في الكويت؟)، ولكنها أغلقت، وتم اعتقاله، ولكن الضغطين الداخلي والخارجي أديا الى الإفراج عنه بعدها بسنة ونصف السنة، ليسافر بعدها بسنتين إلى لندن، ولكن يبدو أن المخابرات كانت تنتظره، حيث وجد مقتولا في شقته بعد أيام من وصوله، وقبل نجاح الثورة الإيرانية بعامين، ولم يكن قد تجاوز الـ 43 من عمره، ودفن في دمشق.
قدم علي شريعتي إرثا مهما من الأفكار التي اسهمت في التمهيد لإسقاط نظام الشاه، حيث وضعت عنه أكثر من 150 دراسة، وبلغ مجموع ما طبع لشريعتي في السبعينات أكثر من 15 مليون نسخة، حسب شهادة الباحث محمد اسفندياري. وسبق أن ذكر شريعتي نفسه أن عدد الطلاب الجامعيين الذين سجلوا في دروسه تجاوز خمسين ألف طالب، كما بيع من كتابه «الولاية» أكثر من مليون نسخة.
وسبق ان نال مدحا من هاشمي رفسنجاني ومن مصطفى جمران، رفيقه في مواجهة إسرائيل على الحدود اللبنانية معها. أما السيّد موسى الصدر فقد أقام الصلاة على جثمانه في دمشق، التي نقل لها عام 1977، وأدى ذلك، والحفل التأبيني الذي دعا إليه الصدر وأقيم في بيروت، إلى قيام حكومة الشاه حينها بسحب الجنسية الإيرانية من السيد الصدر.
وعلى الرغم من ميول شريعتي الدينية، فإنه كان نموذجا فريدا بين مفكري إيران، فقد كان شديد النقد للممارسات الدينية المتطرفة. كما انتقد كثيرا رجال الدين الشيعة، ويعتبر واحداً من القلائل الذين استطاعوا التجرد بعيداً عن هوى المذاهب والتمذهب. وسعى بكل ما أوتي من قوة إلى لملمة الصفوف تجاه الوحدة فانتقد ما سماه «التشيع الصفوي» و«التسنن الأموي» ودعا الى التقارب بين المذهبين.
وفي أحد أقواله تساءل: لماذا يزيد رجال الدين حطب الاحتقان الطائفي؟ ويجيب: لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي يبقيهم في مناصبهم، واستمرار سيطرتهم على الناس واستغلالهم!
فهل وصلت رسالته؟ لا أعتقد ذلك!

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top