حنفي، محمد (صحفي القبس)

الصراف: 24 قضية رُفعت على القبس بسبب مقالاتي  خلال ندوة عن كتابه «كلام الناس»
 
محمد حنفي
 
حمزة عليان: كاتب منتظم يقوم بمهمة صعبة
تحتاج إلى جهد غير عميقة
 
وسط حضور كبير، استضافت قاعة الدانة بفندق الشيراتون ندوة «كتاب الشهر» التي تقيمها دار ذات السلاسل، والتي خصصتها لكتاب الزميل أحمد الصراف «كلام الناس: ذكريات ومقالات»، وادارها سكرتير التحرير في القبس حمزة عليان.
في بداية الندوة، تحدث الزميل حمزة  فقال إن ندوة «كتاب الشهر» سنّة حميدة أطلقتها دار ذات السلاسل، وهي تسهم في رواج الكتب وتحفيز الناس على القراءة، وتحدث عن الصفحة الأخيرة في الصحف الكويتية، وقال انها تحظى باهتمام رؤساء التحرير لاستقطاب الاقلام الجذابة لأعمدة الصفحة، وأشار إلى أن الصفحات الأخيرة في الصحف الكويتية تشهد «زحمة كُتاب».
 
 
وتحدث عليان عن الصراف وزاويته «كلام الناس»، فقال إن الصراف كاتب منتظم، ويقوم بمهمة صعبة تحتاج إلى جهد غير طبيعي، وهي الكتابة اليومية ما عدا العطل الرسمية، ولولا انه يملك الجديد لما استمرت زاويته ولما تمتعت بكل هذا الزخم.
عليان أوضح أنه يعرف أن الصراف واسع الصدر، ولذا تساءل عن القيمة الحقيقية في إعداد كتاب يضم مقالات قديمة، وقال ان أكثر ما أعجبه في الكتاب هي الصفحات السبع التي كتبها الصراف في المقدمة.
وأشار عليان إلى أن الصراف كتب في القبس 4829 مقالا نشر، منها في الكتاب 231 مقالا فقط، رأى أنها الأنسب للكتاب، وأنهى عليان كلمته بتأكيد أن الصراف لا يتقاضى اي مقابل مادي لمقالاته في القبس، ثم قال ضاحكا: لكن خسارة القبس من وراء القضايا التي تسببها مقالاته شأن آخر.
قضايا وأوسمة
من جهته، قال الصراف انه تسبب في الكثير من المتاعب لجريدة القبس، وخلال 24 سنة من الكتابة فيها رُفعت عليها 24 قضية بسبب مقالاته كسبتها القبس جميعا، باستثناء قضية واحدة كان السبب في خسارتها.
وقال الصراف ان الكتابة في القبس مهمة غير عادية وانه لا يكتب بمقابل لكنه حصل من القبس على أشياء بمنزلة الأوسمة، وتحدث  عن كتابه فقال انه لم يربح منه، وأن ريع الكتاب مخصص لجمعية رقية القطامي للسرطان.
المقالات الممنوعة
في المداخلات التي أعقبت كلامه، سألت الزميلة دلع المفتي عن عدد المقالات التي منعتها له القبس؟ فأجاب الصراف: كثير، لكنني مع الخبرة والنضج اكتشفت أن الجريدة لديها كل الحق، فهم يعرفون المخاطر الناتجة والإزعاج الذي سيسببه المقال، وفي الكويت القول سهل لكن النشر صعب للغاية.
ووصف الزميل محمود حربي الصراف بأنه الكاتب الذي «يحمل السلم بالعرض»، تعبيرا عن الجدل والمعارك التي يثيرها في زاويته، وتساءل الحربي إن كان الصراف يعمل لوحده أم لديه مجموعة تساعده في جمع المعلومات التي يوردها في مقاله يوميا؟ وأجاب الصراف بأن لديه الكثير من الخبرة والتجربة التي تمكنه من توليد الأفكار ولديه ذاكرة جيدة تحتفظ بالأحداث، وقال ان الفريق الوحيد الذي يعاونه هم القراء.
وعن سؤال يتعلق بالتغيير الذي تحدثه مقالاته في سلوك القارئ، قال الصراف إنه اثناء عمله في البنك كان يقرض الناس من أموال البنك، ويأتي من يقول له أنت غيرت حياتي بهذا القرض، لكن عندما يأتي قارئ ويقول لك «أنت غيرت حياتي بسبب مقالك» فهي سعادة بلا حدود.
المقالات أم الكتب؟
وتساءل د. سليمان العسكري عن جدوى كتابة المقال، ولماذا لا يتفرغ الصراف لتأليف الكتب التي ستبقى لأجيال قادمة، فأجاب الصراف: لدي كتابان لا استطيع نشرهما، لكني أعد حاليا لرواية عن مأساة الأرمن من خلال شخص أرمني جاء إلى الكويت عام 1915.
أما د. عصمت الخياط فقالت إن سقف الحرية مخنوق في الكويت منذ عام 2006، والرقابة الداخلية في الصحف بدأت بعد أن أصبح ما ينشر فيها مسؤولية رئيس التحرير، وفقا لتبني المحكمة الدستورية، وسألت الخياط عن السبب الذي جعل الصراف يتوقف عن الكتابة ثم يعود، وعن رأيه في موضوعية الصحف الكويتية ومنها القبس، وأضحك الصراف الحضور بقوله «الإجابة موجودة في الكتاب عليك بشراء عدة نسخ منه ثم أجيبك»، وعن موضوعية الصحف قال إنه لا يستطيع تقييم كل الصحف، لكنه عندما يرفض كل الإغراءات والإصرار على الكتابة في القبس فهذا يدل على موضوعيتها ثم انه يشعر بأنها بيته.
التيار الديني سيفشل
  من جهتها، قالت عدوية الدغيشم، المحامية بمكتب المحامي مشاري العصيمي، والمستشار القانوني لرابطة الأدباء وجمعية الصحافيين، ان الصراف معروف بمواقفه الوطنية، حيث هو دائم الإشادة بالقيم والمبادئ، يعلي حرية الرأي ويقدس الكلمة الحرة وهو في الوقت نفسه يمتاز بخفة الظل. كما أشارت إلى قوة ملاحظته التي تسمح له بأن يلتقط أي موقف يحضره، ثم يعيد صياغته بأسلوبه الشيق ليعرضه في زاويته المحببة لكل القراء، كما يمثل نقطة التوازن بين التيارات المختلفة.
وتمنى أحد الحضور على الصراف عدم التوقف عن الكتابة والاستمرار في فضح التيار الديني، ورد الصراف بأن التيار الديني يشتغل بالسياسة، وأي تيار يحاول الجمع بين الدين والسياسة سيفشل كما فشل غيره، وقال الصراف ان فشل هذا التيار محتوم وسينكشفون بمرور الوقت.
بينما أشاد الكاتب عامر التميمي بكتاب «كلام الناس»، وقال إن تجميع المقالات عملية شاقة لم يمتلك الشجاعة ليفعلها مع مقالاته، وعقب الصراف بقوله إنه ليس في العملية شجاعة، وإنه لو كان يتمتع بشخصية جدية مثل التميمي ما أصدر الكتاب الذي يضم مجموعة من التجارب الشخصية التي كتب عنها في القبس.
بينما تساءل الإعلامي يوسف الجاسم عن مدى استفادته من الإنترنت في نشر المقالات الممنوعة، فأجاب الصراف بأنه في البداية كان يرفض نشر مقال رفضته الجريدة، ولكن مع انتشار الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي أصبح ينشرها للوصول إلى جمهور أوسع.
وليد النصف: الإسلاميون طالبوا بمنع الصراف
اختتمت الندوة بكلمة لرئيس تحرير القبس وليد النصف الذي أشاد بالحضور الكبير في ندوة تتعلق بكتاب، وقال ضاحكا إن الصراف هو أكثر كاتب مزعج بالنسبة له، وقال النصف إنه صاحب فكرة نقل مقال الصراف من الصفحات الداخلية إلى الصفحة الأخيرة، لأن مقالاته وأفكاره تمنح القبس إضافة، واوضح النصف إنه على الرغم من كون مقالاته تسببت في رفع الكثير من القضايا على القبس لكنها لم تكن قضايا مزعجة .
وذكر النصف إنه يقرأ للصراف كما يشاهده الآن يتحدث، وهو دليل على أنه كاتب صادق لا يتلون، مؤكدا أن المقالات التي منعتها القبس للصراف قليلة، وبعض المقالات طالبناه بإدخال تعديلات عليها ونشرت، وخاطب الصراف قائلا: البعض يسأل عن سبب التوقف، فلا تيأس.
وأضاف النصف أن النقطة التي لفتت نظره في الآونة الأخيرة أن لا أحد يريد أن يتقبل الرأي الآخر ويتحاور معه، فالتيار الليبرالي ليس لديه قدرة على تحمل آراء التيار الديني والعكس صحيح، موضحا أن بعض رموز التيار الليبرالي طالبوه بعدم السماح لمبارك الدويلة بالكتابة في القبس، وهو ما فعله بعض رموز التيار الديني الذين طالبوه بالأمر نفسه مع أحمد الصراف، وأنهى النصف كلمته بتأكيد أن الكويت التي نعرفها تتحمل الطرف الآخر وتتحاور معه، وأن القبس ستظل مفتوحة لجميع التيارات.
 
  النصف متحدثاً في الندوة
الزميلان احمد الصراف وحمزة عليان                   تصوير محمد خلف

الارشيف

Back to Top