نازية «الإخوان»


تعني النازية بالألمانية nationalsozialismus أو القومية، وهي حركة عنصرية سياسية تأسست في ألمانيا بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، سعت لأن تكون «ألمانيا فوق الجميع»، ولسيادة الجنس الآري. ومن خلال هذه الفكرة تمكّن أدولف هتلر من الفوز بانتخابات عام 1933، والمناداة به زعيما. وأدى تطرفه في نهاية الأمر الى تحطيم ألمانيا وخسارة أرواح 60 مليونا من البشر وضعفهم من الجرحى، فهل سيحتاج العالم للتضحيات نفسها للتخلص من الإرهاب الديني؟! 

تأسست حركة الإخوان المسلمين عام 1928، وتأثرت بالنظم العسكرية والقواعد التنظيمية السرية للنازية. ففي حديث للباحث الكاتب الألماني ـــ المصري حامد عبدالصمد في برنامجه «صندوق الإسلام»، ذكر أن الحزب النازي وصل الى الحكم من خلال الفوز بـ%32 فقط من مقاعد البرلمان، ولكنه شغل آلته الحزبية، وبدأ بالتحذير من المخاطر التي تحيق بالأمة، ودعا إلى إنشاء جيش قوي، وبتطبيق حازم للقانون للقضاء على المارقين والمخربين وترسيخ الأمن، وذلك من خلال قانون «التمكين» الذي أصدره البرلمان! وعندما وصل «الإخوان» إلى الحكم في مصر سعوا للقيام بالخطوات نفسها، فالديموقراطية عندهم وعند النازية تعني الشيء نفسه، فهي حصان طروادة للوصول الى الحكم. وظهر ذلك في القوانين التي اقترحها مرسي، التي كانت ستجعله فوق المساءلة السياسية والقانونية، كما هتلر، من خلال تركيز جميع السلطات في يده، وهذا دليل على سوء نوايا «الإخوان»، وسعيهم لتقليد النازية من خلال التمكين.

بدأ حسن البنا دعوته بتجميع الشباب المسلم في نادٍ، أسسه بالأموال التي حصل عليها من الشركة الأجنبية التي كانت تدير قناة السويس في الإسماعيلية. وبدأ البنا نشاطه الدعوي بزيارة المقاهي، وهو أمر لم يكن معروفا في مصر أصلا، ومن المؤكد أنه أخذ الفكرة عن هتلر الذي كان في العشرينات يقوم بزيارة المقاهي والبارات والدعوة الى افكاره النازية. 

كان من نتائج الحرب العالمية الأولى انهيار كل من الإمبراطورية النمساوية، والروسية، والعثمانية، وغياب الأخيرة اشعر الدول العربية الإسلامية باليتم، ومن هذا الشعور انطلقت دعوة البنا لإعادة مجد الخلافة، كما اعادت النازية مجد ألمانيا، وحاول إقناع الملك فاروق بالفكرة، ولكنه رفضها.

كان البنا معجبا بهتلر وبدكتاتور إيطاليا، موسليني، الذي مدحه في مقال شهير نشر في جريدة النذير، وهو اسم مترجم حرفيا من جريدة النذير النازية.

كما أسس البنا فرق جوالة تشبها بالشبيبة الألمانية من اصحاب القمصان البنية. كما أسس التنظيم السري الذي كان يتولاه علي العشماوي، الذي انشق عنه تاليا وفضح اساليبه.

ولو نظرنا الى شعار «الإخوان»، بسيفيه المتقاطعين، لوجدناه يشبه شعار النازية، ومن كل ذلك نرى تأثير النازية الشديد في فكر البنا، الذي كان ينادي بان يكون الموت اسمى أماني المسلم، وليس الإنتاج أو الاستقلال أو القضاء على الفقر أو الجهل، بل فقط الموت! وبالتالي فإن «الإخوان» ليسوا بمنظمة حزبية عادية، بل منظمة تسعى للتحكم في رقاب البشر، من خلال الإيهام بأنهم سيحكمون باسم الله، وبأن حكم الله جاء ليبقى، وبالتالي فإن الديموقراطية بنظرهم وسيلة مؤقتة للوصول إلى الحكم.



أحمد الصراف

 

الارشيف

Back to Top