لتكن البداية مع كلية الشريعة

أحمد الصراف

صرح وزير التربية والتعليم العالي، الأستاذ بدر العيسى، بأن التربية بدأت بتطوير منهجي التربية الإسلامية واللغة العربية، بحيث يتم تدريسهما بطريقة أفضل لطلاب المدارس، والأصح القول هنا بأن يعيد المنهجين إلى ما كانا عليه من رقي وتسامح، وهي الطريقة التي عرفها وتعلمها ونهل منها كل عامة وفطاحلة الكويت، قبل أن يأتينا جراد الإخوان والسلف بالتالف والمتخلف من أفكارهم. ولم يثبت التاريخ يوما ان المناهج السابقة كانت مصدر شر وإرهاب داخلي وخارجي بحيث تطلب الأمر تغييرها إلى ما هي عليه الآن من سوء، فعشرات الكويتيين الذين سبق ان تورطوا في مختلف حروب المنطقة وخارجها، ولا يزال المئات منهم يحاربون في مختلف جبهات القتال، والأسماء أشهر وأكثر من ان تعلن، وآخرهم «الذباح جون»، هم من خريجي المناهج الدراسية التي وضعها الإخوان والسلف والتلف.

ولا ينكر إلا جاهل أو مغرض مدى التأثير الخطير للمناهج الدراسية السيئة والمتطرفة في عقول الناشئة، وحتى في ثقافة وعقول الكبار وأفكارهم ومعتقداتهم في الحاضر والمستقبل، وكيف اثبتت تجربة السيد الوزير ما للتفسير الخاطئ لآيات القرآن من دور في خلق المتطرف والمتعصب دينيا.

ومن المهم القول ان مواجهة الأسس التي ينطلق منها هذا الفكر التخريبي ومعالجته بصورة علمية لا يمكن أن تثمر بغير تحصين الشباب بالثقافة الواعية والمنفتحة وتوفير المناخ الدراسي العلمي الصحي، وليس المبني على أمور لا تهدف لغير زرع الشقاق والكراهية في المجتمع، ويأتي على رأس المؤسسات التي كان لها دور سلبي في تغيير العقول وخلق ثقوب غائرة فيها «كلية الشريعة»، والتي كان هدف غالبية الذين التحقوا بها إيجاد وظائف لهم في النيابة العامة، والقضاء تاليا، وتحقيقات وزارة الداخلية، من دون الاضطرار للالتحاق بكليات الحقوق، الصعبة دراسيا. ولكن الكثير من هؤلاء تعرضوا في مرحلة تالية، بعلم أو من دون علم منهم، لعملية غسل دماغ وتحولوا الى متطرفين وليس لباحثين عن وظائف مغرية، وكانت النتيجة خرابا اصاب الوطن والمجتمع والأسرة والفرد نفسه.

وعليه، من واجب السيد الوزير المستنير إيجاد آلية يمكن من خلالها إلغاء كلية الشريعة أو دمجها بكلية الحقوق، كما كان الوضع في السابق، والتنسيق مع وزارة العدل والأوقاف والداخلية لرفض توظيف اي من خريجيها في غير الوظائف المناسبة لدراساتهم. كما أن الوزير الفاضل مطالب بفتح المجال لغير حاملي شهادات الشريعة للقيام بعملية تدريس مادتي اللغة العربية والدين، لأنها مواد لا تحتاج لتخصص ديني، خاصة في المراحل الدراسية الأولى، وهذا ما كان متبعا في مدارس الدولة، قبل هجوم جراد التخلف علينا.

الارشيف

Back to Top