مسرح الميدان الحزين

يبدو أن ما سبق وأن تطرقنا اليه في هذه الزاوية قبل فترة عن نية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إخلاء وهدم مبنى مسرح الميدان، مركز أنشطة «دار الآثار الإسلامية»، ومسرحها الوحيد، يحتاج الى توضيح. فقد تبين أن دار الآثار هي من الجهات الخاضعة للمجلس الوطني للثقافة والفنون، ومبناها الحالي يتعارض مع مشروع كبير مزمع إقامته في موقع مدرسة عبد الله السالم، حيث يقع مسرح الميدان. وباتصال بالمجلس الوطني وسؤالهم عن سبب عدم إعلامهم المشرفين على الدار بنية إزالة المبنى بوقت كاف، خاصة أن النية كانت منذ سنوات على هدم المبنى، كما تطلب إعداد مخططات المشاريع المزمع إقامتها في مكان مدرسة عبد الله السالم، سنوات أخرى، فأين كنتم وكانوا؟ الجواب كان بسيطا، وهو أنهم سبق وأن أعلموا المشرفين على الدار بنية الهدم، وانهم لم يقوموا بترتيب أمورهم بالسرعة المطلوبة. ولكن بسؤال المشرفين على الدار اصر هؤلاء على أن أمر إخلاء المبنى جاء مفاجأة لهم، ولم يكونوا يوما على علم بنية الهدم، أو على الأقل بتلك السرعة.

كل هذا الآن ليس مهما، فقد حدث الذي حدث، وقررت «دار الآثار الإسلامية» الانتقال فورا، وبصورة مؤقتة، الى مبنى المستشفى الأمريكاني، في منطقة القبلة، حتى انتهاء موسمها الحالي.

الغريب في الموضوع أن اي مكتب هندسي بارع يقوم عادة، عند تصميم اي مبنى جديد، بدراسة الموقع ومحاولة الاستفادة من اي مبان قائمة، وجعلها جزءا من المشروع الجديد، خاصة إن كانت المباني القائمة وتلك التي ستقام مخصصة للغرض والهدف ذاتهما. فالمشروع الذي سيقام على أرض مشروع مدرسة عبد الله السالم ذو طابع ثقافي ويتكون من عدة صالات ومتاحف، وبالتالي كان من السهولة «اندماج» أو جعل مبنى مسرح دار الآثار الإسلامية جزءا منه، بدلا من هدم مبنى قائم ومجهز بصورة رائعة، وبناء آخر محله ليقوم بالنشاط نفسه. ولكن حيث إننا في الكويت، فإن كل شيء يمكن وممكن وسيمكن!

ننتهز هذه الفرصة لنحيي جهود القائمين على أنشطة دار الآثار التي نتمنى استمرارها من مقرها المؤقت، وأن تحظى قريبا بمقر دائم جدير بما تقدمه من أنشطة ثقافية عالية القيمة، وتعتبر متنفسا صحيا على الأهمية للمواطن والمقيم.

كما نحيي، بالحرارة نفسها، جهود المهندس علي اليوحة، المسؤول عن الثقافة والفن والأدب في الكويت، على جهوده الكبيرة في جعل حياتنا أكثر طراوة. كما نعلم أنه في صراع مستمر مع «حيتان متخلفة» كثيرة تحاول أن تسحب ما تبقى من طراوة في حياتنا.. ونتمنى لجهوده التوفيق!

الارشيف

Back to Top