ما أدراك ما هو الآي كيو

الـi.q. أداة نمطية لقياس ذكاء الأطفال. وأول من استخدم هذه الطريقة الفرد بنيت وثيوفيل سيمون في فرنسا عام 1905، وذلك عندما أرادوا التفريق بين الطلبة القليلي الاستيعاب وغيرهم، وتوصلا لطريقة يمكن بها تحديد العمر العقلي للطفل، والذي قد يختلف عن عمره الفعلي. وقام بعدهما ويليام ستيرن بتقسيم العمر العقلي على العمر الفعلي وضرب النتيجة في 100 ليصل إلى الآي كيو أو mental quotient. فالطفل الذي يبلغ السادسة، ولا يستطيع القيام إلا بما يقوم به من في عمره هو طفل بطيء الفهم، أي أن من يحصل على أقل من 80 درجة يكون ذكاؤه منخفضا، ومن يحصل على 80 إلى 100 ذكاؤه عادي، ومن 100 إلى 140 مرتفع الذكاء إلى مرتفع جدا، وفوق 140 عبقري أو موهوب. وهناك في الحياة ذكاء فطري وآخر مكتسب، والمزج بينهما عادة ما يعطي أفضل النتائج. فمن يتواجد ويكبر في محيط مملوء بالمعرفة يكتسب عادة قدرات معرفية أفضل من طفل مساو له في الذكاء، يعيش في بيئة قاحلة مثلا. هذا في ما يتعلق بذكاء الصغار وتحديد أعمارهم العقلية، ولكن الأمر يصبح اكثر تعقيدا عندما يتعلق الأمر بتحديد ذكاء الكبار، وهنا نتكلم عما يقدمه ذكاء شخص ما لنفسه وليس بالضرورة لغيره. فمن تجاربي في الحياة تعلمت أن من الخطأ الاعتقاد بأن من يمتلك قدرات ذكاء كبيرة والقادر على حل المستعصي من المسائل، أو من يحصل على أعلى النتائج في اختبارات الذكاء أو حل الالغاز وقوة الذاكرة رهيبة هو بالضرورة أكثر ذكاء من غيره في حياته الشخصية. فبالرغم من أهمية مؤشرات الذكاء فانها لا تعني الكثير في حال لم تسهم في نجاح من يمتلكها في الأمور الثلاثة التالية:

أولا: إن لم يستطع، بالرغم من ارتفاع نسبة الذكاء لديه، في المحافظة على صحته، والإصرار مثلا على الإفراط في الأكل أو التدخين وتعاطي المخدرات! هنا نجد لدى هذا الشخص قصورا في الاستفادة من قدراته الذهنية العالية على المستوى الشخصي. فوظيفة العقل الأولى والوحيدة هي إبقاء الإنسان حيا، وبحالة صحية جديدة، فإن فشل العقل في ذلك، بدرجة أو بأخرى، فلا معنى لما يدعيه ذلك الشخص من ذكاء.

ثانيا: من الأفضل عدم وصف شخص بأنه عالي الذكاء إن لم يساعده ذكاؤه في تجنب الإفلاس المالي، وما يجره من شل حريته في الحركة والتصرف، أو ربما دخوله السجن.

ثالثا: ان من الحماقة، إن لم يكن الأمر عائدا لأسباب وراثية، الادعاء بذكاء عال إن لم يساعدنا ذلك الذكاء في أن نكون سعداء. فالسعادة هي هدف أي إنسان، ومن حقوقه! وهنا نحن نتكلم، بطبيعة الحال، عن إنسان يعيش في ظروف عادية!

الارشيف

Back to Top