تعالوا نغنِّ مع سنغر

 تعتبر مكائن سنغر singer، التي سميت كذلك على اسم مخترعها الأميركي ايساك سنغر، وليس لأن صوتها وهي تعمل يشبه الغناء، كما كنت أعتقد، تعتبر من أقدم مكائن الخياطة وأكثرها شهرة وانتاجا في العالم، فقد صنعت أول ماكينة منها عام 1851، ووصل انتاج مصانعها عام 1873، أي قبل 140 عاما، لأكثر من 250 ألف ماكينة. وقد توقفت الشركة عن انتاج هذه المكائن وتحولت لانتاج الأسلحة أثناء فترة الحرب العالمية الثانية. واليوم يبلغ ثمن المسدس الأثري، أو ما تبقى منه، والذي كانت تنتجه الشركة في تلك الفترة، والذي امتاز بجماله ودقته، أكثر من 80 ألف دولار. وبالرغم من ان الشركة عادت لانتاج آلات الخياطة بعد الحرب، وحققت أرباحا طائلة، وظفتها في شراء وبناء عدة ناطحات سحاب في نيويورك في بداية القرن الماضي، والتي لا تزال حتى اليوم شامخة ومميزة بتصاميمها، فانها قامت عام 1960 بتنويع استثماراتها وشراء مصانع حاسبات والكترونيات، وأنظمة الجي بي اس gps، الخاصة بتحديد المواقع، ومصانع لانتاج قطع غيار المحطات النووية، ولكن الشركة سرعان ما واجهت عام 1987 مصاعب مالية وادارية، نتيجة تقديم منافساتها لمنتجات أفضل وأقل كلفة، وبالتالي اضطر اصحابها لبيعها بالكامل، وقام الملاك الجدد بتفتيت وحداتها وبيعها لآخرين، ولم تتعاف الشركة كليا منذ يومها، بعد أن زادت شراسة منافسيها من منتجي مكائن الخياطة الكهربائية من الآسيويين وحتى الأوروبيين.

عرفت الكويت مكائن سنغر عام 1907، كما ذكر السيد محمد جمال، المؤرخ والمعني بتوثيق التراث الكويتي القديم، وأول من أحضرها للكويت واستخدمها كان مبارك العصفور. وأول من جلب مكائن خياطة سنغر للكويت كان فخري السيد عام 1930 ثم أصبح محمد أمين، والذي اشتهر بـ «أمين سنغر»، وكيلا لها، وحقق من وراء ذلك ثروة. وكان له بيت كبير ومميز في موقعه ولا يزال ربما حتى اليوم في مكانه على دوار قصر دسمان، وعلى 3 شوارع، وان كان مهجورا منذ عقود! وقال السيد جمال ان أول من عمل في اصلاح آلات الخياطة كان عمر عاصم، الذي اشتهر بعدة مهارات، اضافة لمعرفته الدينية والتدريسية!

الارشيف

Back to Top