رمش عينه اللي جارحني

تقدم طالب الوظيفة بأوراقه الكاملة إلى مدير التوظيف بتلك الشركة المرموقة والذي طلب منه أن يجلس على الكرسي المقابل له . بعد تفحص الأوراق أخذ المدير ينقل نظره بين المستندات المقدمة وبين وجه طالب الوظيفة ، ولم ينتظر هذا وسأله بلهفة عما إذا كان كل شيء على ما يرام فقال له المدير بأنه أوراقه كاملة وخبراته جيدة وشهاداته عالية ولكنه يعتذر عن قبول طلبه حيث أن الوظيفة الشاغرة تتطلب شخصا يتعامل مع الجمهور وحيث أنه يشكوا من تلك الحركة العصبية في الجانب الأيمن من وجهه ، والذي يبدوا أنه لا يستطيع أن يتحكم بها ، فإن من الصعب أن يشعر العملاء بالراحة التامة في التعامل معه . ارتسمت ابتسامة كبيرة على وجه الطالب وقال للمدير بأن الأمر جد بسيط حيث أن علاج ذلك يكمن في تناول حبة أسبرين واحدة في اليوم وهي كفيلة بالقضاء على تلك الحركة اللعينة لمدة يوم كامل . وقال بأن الأقراص لا تزال في جيبه وبأنه على استعداد لتناول واحدة منها ليبرهن للمدير سرعة مفعولها. وعندما أومأ المدير له بالموافقة مد هذا يده في جيب بنطلونه ، أو دشداشته ، وأخذ يخرج عشرات من أكياس موانع الحمل والتي تكومت أمامه على مكتب المدير إلى أن وصل إلى قرص الأسبرين فوضعه من فوره في فمه وتناول كأس من الماء . وبعد لحظات توقفت الحركة العصبية تماما . نظر بسرور بالغ إلى المدير وسأله عما إذا كان كل شيء على مايرام فهز المدير رأسه بطريقة تدل على عدم رضاه ، وعندما أستفسر منه عن سبب ذلك أشار المدير إلى كومة موانع الحمل الموضوعة على المكتب وقال له بأن ليس هناك شخص عاقل يحمل كل هذا القدر من موانع الحمل في جيبه !! فقال له طالب الوظيفة بأن تفسير هذا الأمر جد بسيط حيث أنه كلما ذهب إلى صيدلية لطلب الأسبرين ، ويكون ذلك عادة في الصباح عندما تكون الحركة العصبية في أقوى حالاتها وترمش عينه بقوة معها فإن الصيدلي يقوم دائما بإعطائه علبة من موانع الحمل اعتقادا منه بأنه لا يود أن يذكر اسمها أمام بقية الزبائن منعا للإحراج !!!
أحمد الصراف
22/9/98

الارشيف

Back to Top