فيلكا وعاصمة الجن

قضينا فترة الاعياد المجيدة والجميلة في لبنان بصحبة العائلة، وستبقى ذكرى تلك الايام عالقة تحت ألسنتنا وعلى ملابسنا لفترة طويلة مقبلة.
بسبب هذا الغياب لم يتسن لنا الاطلاع على ما كتبه الزميل محمد الشيباني في حقنا في 'القبس' بتاريخ 27/12/98 ردا على مقال سابق لنا، ولولا الصدفة البحتة لما علمنا بذلك المقال قط، ولما قمنا بكتابة هذا الرد عليه.
يعترف الزميل الشيباني في بداية مقاله بانه عندما بدأ الكتابة في 'القبس' كان يعرف بانه سوف يرضي فئة، ويغضب اخرى (وهذا اكتشاف عظيم يستحق التهنئة)، وبانه كان يعلم بانه سيتهم بالشعوذة وبالغيبيات!! (ولا ادري السبب الذي يجعل كاتبا يعتقد، في بداية تجربته مع الكتابة بان القراء سيتهمونه بهذه التهم لو لم يكن لديه شعور بصحة تلك الاتهامات!!).
ووجه الزميل الشيباني لنا في مقالته تهمة 'عظيمة'، سبق ان قام السيد عبدالله بشارة في مقال سابق له بمعايرتنا بها، الا وهي تهمة العمل ب 'التجارة'!! حيث قال الزميل الشيباني اننا عندما كنا منهمكين بمزاولة التجارة والاهتمام بالمال فقط (!!) كان هو ومنذ الستينات والسبعينات (ما شاء الله عليه) 'منهمكا' في الدفاع عن القضايا الاسلامية والوطنية والشعبية، وفي قضية استجواب الروضان وقضايا الناقلات والاستثمارات (!!!) واستمر قائلا اننا عندما كنا منهمكين بالمال فقط كان هو يكتب، ويؤيد ويخرج في 'تظاهرات' (حقيقة انها تظاهرات) دفاعا عن القضايا العربية والاسلامية (!!) وزاد الزميل في القول اننا عندما كنا منهمكين بجمع المال فقط كان هو يسافر في الصيف، وفي العطلة (لا اعلم ما الفرق بينهما!!) لشرح القضايا المحلية والعربية وابراز وجه الكويت (لا ادري ماذا كان يحتاج وجه الكويت منه في الستينات لكي يبرز؟!).
وقد عرفت الآن فقط السبب وراء ذلك الحب الكبير الذي تكنه الجماهير العربية للكويت وشعبها، والذي يعود لجهود الزميل الشيباني و'تظاهراته' دفاعا عن قضايا الكويت في الستينات والسبعينات!!
لا نريد الاستمرار في نقد ما جاء في مقالته من مغالطات اخرى لكي لا نتهم بانشغالنا بتصيد اخطاء الغير او بالانهماك بجمع المال فقط، ولكن، تعميما للفائدة، اجد نفسي مضطرا لتذكير القراء بما سبق، ان كتبه الزميل الشيباني في 'القبس' (اكتوبر 94)، وذلك فيما يتعلق بالجن والارواح وحبها للعيش في الاماكن المهجورة والخربة، وبان لها لغات متعددة وديانات ومدنا متفرقة تعيش فيها!!! وبان عاصمتها تقع في الفضاء الواقع فوق جزيرة فيلكا الكويتية (!!).
وتعميما للفائدة ايضا نورد هنا فقرة من مقال نشر في 'القبس' (اكتوبر 98) اي بعد اربع سنوات بالتمام والكمال من مقال 'عاصمة الجن' الشهير، حيث يقول في تلك الفقرة: 'ِِ اعد الله للمؤمنين من النعيم المقيم ما لا رأت عين، ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشرِ ومن هذا اليقين الدائم القصور والعطور والحور واسواق الجمعة (!!!) التي يبتاعون منها البضائع التي لا شبيه لها من بضائع الدنيا في بعض الاحيان الا الاسماء فقطِ حتى انهم ليجدوا الريح التي تصاحبهم 'روحتهم وجيتهم' مما تزيد بشرتهم 'ريحة' (!!!) وجمالا ونفسا طيبة وتقول لهم الزوجات من الحور العين في جيتهم لقد ازددتم والله جمالاِ والمرأة من الحور العين في الجنة تقول للزوجة المؤذية لزوجها الطيب الصالح: لا تؤذيه فانه عما قريب راجع لناِِ'.
لا نريد نبش مقالات الزميل ونشر غسيله، بصرف النظر عن درجة بياض ذلك الغسيل، احتراما لمشاعر الناس في هذه الايام السعيدة.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top