كيف نساهم في تجهيل الآخرين؟!

ذكر السيد محمد الشيباني في مقالة سابقة له الفقرة التالية، والتي نعيد كتابتها كما وردت حرفيا ودون اجراء أي تعديل 'ضروري' عليها: 'ِِِإن العدو الصهيوني يريد أكل بلداننا كلها وبأن أمانيهم العريضة دولة من النيل الى الفرات بل الى خيبر والمدينة المنورةِِ مكتوب بالكنيستِِ'!!!.
وقد طالبنا في مقال سابق لنا الزميل الشيباني باعلامنا عن مصدر هذا الكلام!! حيث لم يسبق ان سمعنا بصورة مباشرة او غير مباشرة من أي طرف كان بأن الكتابات على جدران الكنيست الاسرائيلي تقول ان دولة اسرائيل من النيل الى الفرات والى خيبر والمدينة المنورة!!!.
وقد قام الزميل الشيباني بالرد على ما كتبناه، بصورة غير مباشرة، ولكنه تهرب من سؤالنا الاساسي حيث قام بايراد مجموعة من اقوال القادة اليهود!! ولكن لم يتضمن أي منها ذكرا لخيبر، الذي لا يعرف أحد مكانها بالدقة، ولا للمدينة المنورة!! بل أورد كلاما غير دقيق وغير مسنود لمناحيم بيغن نقلا عن مجلة لبنانية قبل سنة 1970 (دون ذكر للعدد أو اليوم) يقول فيه ان الحضارة الاسرائيلية سوف تقوم على أنقاض الحضارة الاسلامية!!.
لست هنا بالطبع في معرض الدفاع عن اسرائيل، ولا شأن لي بهذا الأمرِ ولكني معني بالدفاع عن الحقيقة التي طالما غيبت عنا بصورة متعمدةِ ومعني أكثر بما يصر عليه البعض من تشويه للحقائق وتزييف للوقائع فقط من اجل الانتقام من الطرف الآخر بأي ثمن وعلى حساب الحقيقة والتاريخ.
لقد عشنا فترة العشرين عاما التي سبقت حرب 1967 في حالة من التجهيل المتعمد حتى جاءت أحداث تلك الحرب لتكشف مدى عمق جهلنا بما كنا نصر على تسميته ب'الكيان الصهيوني'!! وهي تسمية لم تكن في صالحنا!! والا فكيف نبرر هزيمتنا على يد كيان؟ وماذا كان سيكون الحال عليه اذا، لو كان ذلك الكيان دولة؟! وكيف نعطي الزخم المعنوي والعسكري لما تقوم به المقاومة اللبنانية في الجنوب لو كانت تلك الانتصارات ضد كيان وليست ضد دولة مدججة بالسلاح حتى أسنانها؟!.
يبدو أن بعضنا لا يود أن يتعلم من دروس التاريخ، ويريد أن يبقى الجميع اسير تصوره الخاطئ، فيتوهم اشياء ويزيف اخرىِِ وبهذه الطريقة سوف لن نعرف الحقيقة اطلاقا! وهذا هو البلاء الأعظم!!.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top