هموم أحمد العبدالله (1)

'انك لا تستطيع ان تحدث ضفادع الجداول الصغيرة عن المحيطات، ولا تستطيع ان تكلم فراشات الصيف عن ثلوج الشتاء'.
(شانك تزو- عام 4 ق م )
***
تأملت، وبتمعن استمر بعض الوقت، في الصورة التي جمعت وزير المالية ووزير المواصلات بكبار موظفي وزارة المواصلات وذلك في الاجتماع الأول الذي عقدته لجنة التخطيط بالوزارة، فوجدت ان جميعهم تقريبا من الشباب المتعلم والمتمتع بصحة وعافية ويلبس ملابس تدل على انهم من الكويتيين ، وتبين من نص الخبر المنشور مع الصورة ان مشكلة الألفية قد استحوذت على جل النقاشِ وقد اكد الوزير على ضرورة حل المشكلة حلا نهائيا وجذريا ! ولا اعرف حقيقة ماذا كان سيفعل كل اولئك الموظفين الكبار لو لم يطلب منهم السيد الوزير وضع حل نهائي وجذري لمشكلة عام 2000.
جميل، بل ومهم جدا ان يهتم الوزير الشيخ أحمد العبد الله بمشكلة الألفين وربما يكون، بسبب خبرته المصرفية السابقة، الوزير الوحيد الذي انتبه لمدى خطورة عدم التصدي لهذا التحدي الخطير الذي سيواجه قريبا كافة مرافق الدولة وطريقة اداء اجهزة الكمبيوتر فيها!
ومن المؤسف ان لا يرغب احد آخر من كبار مسؤولي الدولة في الاهتمام بهذه المشكلة أو حتى الاعتراف بوجودها، وقد سبق ان كتبنا عن هذا الموضوع بالذات اكثر من سبع مقالات مختلفة الاحجام والألوان، ذهبت هي ومواضيعها ادراج الرياح، ولم يهتم بها احد غير مسؤول في سفارة دولة مهمة جدا والذي اخبرني بانه قام بترجمة البعض منها وارسالها لمسؤولي وزارة الطاقة في بلده ليقوموا بأخذ حذرهم من احتمال حصول 'مجرد' ارتباك في عملية استخراج وتكرير وشحن البترول الكويتي لتلك الدولة أو لغيرها من الدول، وتأثير ذلك على أسعار النفط مستقبلا، واثر ذلك على اقتصاديات الدول المنتجة!
اقول: ان من المهم ان يهتم الوزير بمشكلة الألفين، ولكن ماذا عن بقية مشاكل الوزارة؟ وماذا عن مستوى الخدمات المنحدر فيها؟ وهل يعتقد السيد الوزير حقيقة ان الجهاز الإداري الأعلى للوزارة، والذي فشل فشلا ذريعا في توفير الحد الأدنى من الخدمة البريدية والهاتفية، يمتلك المعرفة أو القدرة، أو حتى النية على التصدي لمشكلة عام 2000؟.
وللموضوع بقية.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top