يوسف الابراهيم والحزم اللبق

مرت فترة في السياسة العربية، وفي قمة انشغال حكومة الولايات المتحدة بقضية الشرق الاوسط، زادت فيها بشكل كبير وتيرة المبادرات والحلول والاقتراحات المتعلقة بالنزاع العربي - الاسرائيلي.
وقد وصلت الحال الى قيام كل طرف، وبصورة تلقائية، برفض كل مبادرة او اقتراح يلقى قبول الطرف الآخر، فقد اعتقد كل طرف، حقا او باطلا، ان ما هو خير لعدوه فهو ضار له.
وعليه ترددت كثيرا في كتابة اية كلمة مدح او ثناء على الجهود الجبارة التي يقوم بها وزير التربية ووزير التعليم العالي والطريقة الحازمة، ولكن المغلفة بأدب لبق، التي يدير بها اعمال وزارتيه، وذلك لكي لا يتلقف تلك الكلمة صاحب فكر مريض ويبني عليها موقفه بمعاداة كل ما يقوم به هذا الوزير المخلص لمجرد ان احدا ممن يعادي تطرفهم معجب بأسلوب عمله.
ولكني شعرت بأن من واجبي ان اقول الحقيقة في حق هذا الرجل الذي غاب مؤقتا عن اهله واصحابه منذ ان دفن رأسه في متاهات تركة رهيبة من المشاكل التي لا تقوى ظهور كثير من النساء والرجال على تحملها.
وعليه استطيع الجزم، وانا مرتاح الضمير، ودون تشف او تقليل من قيمة احد، ان الدكتور يوسف الابراهيم هو احسن وزير مر على وزارتي التربية والتعليم العالي في السنوات الالف الاخيرة (!!)، وان كل ما يحتاج له هذا الانسان، لكي نخرج على يديه بنتائج تكون لصالح الامة والاجيال القادمة، هو فسحة من الوقت نتركه اثناءها ليقوم بترتيب امور وزارتيه، حيث ان كمية القضايا التي تتراكم طوال العام وتنهمر دفعة واحدة على مكتب المسؤول الاول في بداية كل عام دراسي امر لا يمكن تصور حجمه، بالمقاييس الكويتية العادية، خاصة عندما نعرف ان عدد طلبة المدارس الحكومية سوف يقارب هذا العام ثلاثمائة الف طالب يقوم بتدريسهم اكثر من 28 ألف مدرس، وكل ذلك يجب ان يحسب حسابه وترتب اموره خلال فترة زمنية وجيزة، وهو الامر الذي لا يواجه اية مؤسسة حكومية اخرى!.
تحية للدكتور يوسف الابراهيم، والذي نحن على ثقة بأنه سيترك بصماته الواضحة على مسيرة التربية والتعليم، ونقول له: عساك على القوة.

الارشيف

Back to Top