كيف تكون مفرطا في سذاجتك؟

يعتقد كثير من المواطنين، وبسذاجة مفرطة، أن الكويت دولة تحكمها مجموعة من القوانين والقواعد والنظم.
وحيث أننا من هؤلاء السذج، فاننا نعتقد بأن مسألة اطلاق النار في الافراح وحفلات الزواج، خاصة تلك التي يدعى لها 'الجميع'، مسألة خطيرة وتعرض حياة الكثيرين للخطر!! فما يطلق من رصاص الى أعلى سيكون مآله السقوط على الارض أو على رؤوس المدعوينِ وقد تصيب رصاصة طائشة أحد الحضور وتودي بحياتهِ علما أن عملية اطلاق الرصاص في الافراح والأعراس ليست من 'عاداتنا أو تقاليدنا' فعهدنا بمثل هذه 'الاختراعات' حديث ولا يتجاوز المائة عام بكثير، والأمر لا يخرج عن بدعة ِِ وكل بدعة ضلالةِِ الخ.
وأيضا، لأننا من السذج، فاننا نعتقد ان مسألة التقيد بالقوانين ومراعاة الأنظمة هي من صميم واجبات المشرعِ فمن المضحك والمخجل والمؤسف ان تصدر التشريعات عن مجلس الأمة ويتم نقضها وكسرها ممن أقسم على المحافظة على الدستور واحترام قوانين البلاد.
وايضا، مرة ثالثة، لأننا من السذج، فاننا نعتقد بأن هناك مواصفات نتوقعها في إمام المسجد أو رجل الدينِ حيث أن دور هذا الشخص ووظيفته ارشاد الناس لما فيه صلاحهم ودعوتهم لاحترام قوانين البلاد والتقيد بأنظمتها.
وايضا، لأننا من السذج جدا، فاننا نعتقد بأن قوانين البلاد تمنع حيازة الاسلحة الناريةِ وان كانت الحيازة بموجب ترخيص فان الترخيص لا يمكن ان يسمح لصاحبه باطلاق الرصاص من تلك الاسلحة في الافراح والحفلات الانتخابية.
وايضا، للمرة الألف، ولأننا من السذج، فاننا نعتقد بأن دور القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية هو حفظ الأمن ومنع وقوع المخالفات والقاء القبض على المخالفينِ وأخيرا، لأننا من السذج، فاننا لا نعرف لمن نوجه سؤالنا عن الجهة التي ستتدخل وتسأل عضو مجلس الأمة المنتخب حديثا السيد خالد العدوة عن تفسيره وتبريره لما ورد ذكره في الصفحة الأولى من 'الرأي العام' (25/1) عن قيامه 'شخصيا' بحمل رشاش حربي واطلاق وابل من الرصاص منه ابتهاجا بفوزه؟؟ ولماذا لم تتدخل القوات الخاصة للقبض على كل من حمل سلاحا في تلك 'الحفلة'، ومنهم النائب، بغير حصانة حتى تلك اللحظة، السيد خالد العدوة؟؟.
وكيف يمكن ان نصدق أن نائبا تم انتخابه حديثا ليقوم بأداء مهمة تشريع القوانين ومراقبة أعمال السلطة التنفيذية يبدأ يومه الأول كمشرع بكسر مجموعة القواعد والقوانين والنظم المتعلقة بحمل السلاح الحربي واستعماله!!.
فاذا كان هذا حال مشرعينا 'فما هو يا ترى حال المواطنين'؟!.
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top