تحية لك يا آنستي

انا لا اعرفك يا آنستي، ولا اعرف اسم والدك ولا اسرتك، ولكني اشعر، بل اعلم، بأن لك الحق في ان تمثلي ضمير هذه الامة الصغيرة، وضمير كل من يريد الخير لهذا الوطن العزيز.
اعلم انك صغيرة على منغصات الحياة، واعلم انك مازلت شابة وغضة سهلة الكسر والتجريح، ولكن لم يمنعك كل هذا من ان تكوني اكبر منهم جميعا، وان تقفي في وجه آلة حزبية ارهابية نذرت نفسها لنشر الرعب بين افراد الشعب، وان تتخذي موقفا شجاعا وتقولي 'لا' كبيرة واكبر من رأس اكبرهم، وان تضعي، بيديك الرقيقتين، وبحزمك وقوتك حدا لاعمال ونوايا مجموعة نصبت نفسها رقيبا على الآخرين تعد أنفاسهم وتراقب خطواتهم، وسمحت لنفسها ان تقوم بمهمة السلطات: تراقب من تريد وتذل من تشاء وتضرب من تكره، وهي عالمة بأن احدا سوف لن يبلغ عنها، وان حدث ذلك فسيف التشهير والفضيحة جاهز يلاحق الجميع، وهي مدركة بأن لا سلطة ستطالها، وإن طالتها فلن تؤذيها.
وحدك يا آنستي، ووحده والدك اللذان قررتما السير في ذلك الدرب الصعب المليء بالأشواك، وكلاكما ادراك ومعرفة بما سيجره الامر عليكما من قيل وقال واتهامات وشتائم وتشويه سمعة.
وحدك يا آنستي الرقيقة استطعت، بالرغم من ضعفك الجسدي، ان تقفي في وجه الارهاب وتوقفي عجلته، ربما الى الابدِ ولك وحدك سيعود الفضل في تخليص المجتمع من شرور هؤلاء وغيرهم من اصحاب الافكار الغريبة علينا وعلى وطننا الصغيرِ ان تاريخ حقوق الانسان وتاريخ الحريات في هذا الوطن الصغير سيذكر اسمك دائما مقرونا بصفات الشجاعة وانكار الذات والدفاع عن الحق ومحاربة التعصب والجهل.
لقد كشف تصرفك الشجاع وموقفك الصلب ما نعيش فيه من زيف وخداع، وما ندور فيه من دوامة وحلقة جهنمية من العذاب اليوميِ فتحية لك ولأسرتك، وأعانك الله على ما أنت فيه!
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top