بأم وأب عينيه

كتبنا بالامس عن حالة من حالات الروتين والبيروقراطية الحكومية المضحكة الى درجة السخف، واليوم نورد القصة الحقيقية التالية، والتي تدل على كم نضيع، عامدين متعمدين، من وقت وجهد ومال في التافه من الأمور:
قام شخص معروف بعمل مخططات بناء منزل خاص به في احدى المناطق السكنيةِ وفي سبيل ذلك قام بالاستعانة بأعرق البيوت الهندسية لوضع تصاميم البيت الكبير والعجيبِ ما ان انتهت كافة اعمال الانشاء واصبح البيت جاهزا للسكن ولتوصيل التيار الكهربائي حتى فوجئ صاحبه برفض بلدية الكويت تزويده بكتاب 'عدم ممانعة' موجه لوزارة الكهرباء يفيد بموافقتهم على توصيل الكهرباء لبيتهِ وقد حاول ممثل المكتب الهندسي المشرف على البناء جاهدا معرفة السبب في ذلك الصدود وتلك الممانعة وذلك الهجر المر والسبب المقنع وراء ذلك الرفض، ولكن 'السلطات' البلدية رفضت التعاون معه طالبة حضور صاحب البيت.
ما ان ذهب هذا حتى فوجئ بأن سبب الرفض يعود الى عدم قيامه ببناء سور حول البيت(!) حيث تمنع فرمانات 'الصلطات' والسلطات ترخيص بيت بدون سور(!) وهنا جن جنون صاحبنا ولم يترك بابا إلا وطرقه ولا كبابا إلا وأكله، غيظا وكمدا، ولكن جميع محاولاته لم تفلح في زعزعة القرارات 'القراقوشية'.
بعد ان تعب وأتعب الآخرين معه همس احدهم في اذنه بنصيحة نفذها على الفور، حصل بعدها على شهادة عدم الممانعة، وتم توصيل التيار الكهربائي للبيت بعدها.
وتتلخص النصيحة في وضع صفين من الطابوق العازل الابيض حول البيت، وفرشهما على الحشيش الاخضر بشكل عشوائي وبدون استعمال اية مواد بناء وعلى ارتفاع 35 سم تقريبا وبدون ابواب او كهرباء وسيقوم مفتش البلدية بالمرور وتوقيع الاوراق التي تثبت بانه رأى السور بأم وأب وأخ عينيه.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top