عزيزي المسافر

 انه من دواعي سروري ان التقي بك مجددا على متن هذه الرحلةِ وان اعبر لك عن اعتزازي بثقتك واختيارك السفر مع مؤسسة الخطوط الجوية الكويتيةِِ ان هذا يعني لنا الكثير، ويجعلك في مقدمة اولوياتنا ولذلك ندعوك ان تجلس باسترخاء على مقاعد طائراتنا الوثيرة وتستمتع برحلتك معنا، ولا تتردد في طلب ما ترغب به من طاقم الضيافة'!!! (فقرات من كلمة السيد رئيس مجلس ادارة مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية والتي نشرت في عدد هذا الشهر من مجلة المؤسسة 'البراق').
***
لأسباب معينة اضطررت، خلال الاشهر السبعة الاخيرة فقط، لاستخدام طائرات الخطوط الكويتية خمس مرات على الاقل، ولم تخل اية رحلة منها من العديد من المنغصات، هذا بخلاف التأخير في موعد الاقلاع وسوء الخدمة ورداءة الوجبات، من الامور التي تهم اي مسافر على اية وسيلة نقل او سفر ولكنه لا يميل للتحدث فيها او حتى مجرد التفكير في عواقبها، وعادة ما يشغل نفسه عنها بالالتفات وانتقاد الامور الاخرى الاقل اهمية، هو موضوع الوصول بسلام الى وجهة السفر دون اية حوادثِ
فالطائرة او السيارة لم توضع لكي ينعم الناس على متنها او ظهرها بوجبة طعام شهية، او الاستمتاع بنوم مريح على كراسيها او لقضاء الوقت في مشاهدة ما يتم عرضه من افلام على شاشاتها العملاقة، بل هي اولا واخيرا وسيلة نقل وانتقال سريعة للوصول الى نقطة معينة باكثر الطرق كفاءة، وعليه تصبح مسألة السلامة ذات اهمية قصوى.
وحيث ان اكبر الحرائق قد تكون من مستصغر الشرر، وحيث ان عملية صيانة المركبة او وسيلة النقل مسألة متكاملة وذات اهمية قصوى لا يمكن الاكتفاء بالاهتمام بجانب منها فقط واهمال الجوانب الاخرى، فانني وبناء على ما تجمع لدي من معطيات وحقائق اكاد اجزم بان كارثة جوية ستحدث قريبا لاحدى طائرات الخطوط الجوية الكويتية (!!).
***
لا اود هنا ان ابدو متشائما او ان ادخل الرعب في قلب احد، ولا اعتقد في 'المفاول'، كما ان لا نية لدي للاضرار بمؤسسة وطنية، بل كل ما اهدف اليه هو ان الفت نظر المسؤولين فيها، وكل من يهمه الامر، الى الامور التالية والتي من الممكن، اذا ما تم وضعها في الاعتبار، ان تزيد من احتمالات سلامة السفر على طائرات الخطوط الكويتية.
في كافة رحلاتي الخمس الاخيرة لاحظت ان هناك اهمالا تاما وواضحا لموضوع صيانة الاجهزة والمعدات الموضوعة بتصرف المسافرين، فحنفيات مياه التواليت لا تتوقف عن 'التنقيط'، وخطوط سماعات مشاهدة الافلام وسماع الموسيقى لا تعمل بصورة جيدة، وبعض لمبات الاضاءة لا تضيء اطلاقا وبعضها الآخر يصدر ترددات وذبذبات مزعجة.
كما ان كثيرا من مساند الارجل لا يمكن تثبيتها في وضع معينِِ وغير ذلك من الامور الصغيرة الاخرى والتي تبدو للكثيرين تافهة ويمكن التغاضي عنها بسهولة، ولكننا نتكلم هنا عن هندسة صيانة الطائرة!! فعملية الصيانة متكاملة، فكيف يمكن ان اصدق ما يقال من ان عملية صيانة الطائرات تتم بصورة مثالية؟!! وكيف يمكن ان اثق بأن ليس هناك اهمال او تقصير في هذا الجانب؟! ولماذا لم ترد المؤسسة على ملاحظاتي المتعلقة بالاجهزة والخدمات المتوفرة للركاب والتي ارسلتها لها مستعملا ثلاثة من نماذجها التي تقوم بتوزيعها على 'متن' طائراتها؟ وكيف يمكن ان اقتنع بانه يمكن فصل مسألة الصيانة خارج كابينة الركاب عن داخل الطائرة!!
الامر الآخر المهم والذي نتج في جزء منه من الامر الاول، والذي يجب ان يحظى باهتمام الادارة العليا للمؤسسة وان توليه العناية اللازمة هو ذلك المتعلق بالروح المعنوية لاطقم الطائرات من طيارين ومهندسين ومضيفين ومضيفات!! حيث تبين لي، وبشكل واضح، مدى المرارة التي يشعر بها الكثير منهم سواء من الطريقة التي يتم بها التعامل معهم، او بسبب كل ذلك الكم من الشكاوى والملاحظات التي يسمعونها من العديد من الركاب، وذلك الاهمال والتجاهل الذي تلقاه تلك الملاحظات كلما قاموا بلفت نظر الادارة العليا لها، وكيف انهم كثيرا ما يحرجون من العديد من الركاب بسبب نواقص معينة او تلف بعض الاجهزة.
ان هذه امور لا يقولها ويرددها فقط مضيف مبتدئ او موظف قليل الخبرة بل يقولها ايضا كبير مضيفين ومساعد طيار ومهندس طيران وايضا كابتن طائرة مما يعني ان الامور مستفحلة ويحتاج الامر الى قرار حازم وسريع.
وعليه تحتاج المؤسسة للقيام بعملية استبيان شاملة لمستوى ونوعية خدماتها تشمل آلاف الركاب وفي مختلف الدرجات اضافة الى مئات العاملين على طائراتها من مضيفين اوفنيين او قائدي طائرات لتتعرف، ان ارادت، على مشاكل الشركة الحقيقية ونظرة الركاب واطقم الطائرات لها.
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top