بشرى

لم تسعهم الدنيا فرحا وهم يتطلعون لأول مرة لوجه مولودتهم التي تشبه الملاك الصغير النائمِ لكن بعد أيام اكتشفت الأم أن الرضيعة الصغيرة تعاني من صعوبة في التنفس، وهنا بدأ مسلسل العذاب، فقد عرف الوالدان ان ابنتهما مصابة بمرض ربو الأطفال (التنك أو ضيق التنفس)، الذي ينتج عن تجمع افرازات مخاطية تسد القصبة الهوائية وتمنع الهواء أو كمية الأوكسجين الكافية من الوصول للرئةِ ويعتبر الربو، اضافة الى أنه مرض متعب وكثير الأذى للمريض ومن حوله، من الأمراض الخطيرة جدا وكثيرة الانتشار في كافة دول العالم بدون استثناء.
سرعان ما أخذت الخطوط السوداء تظهر تحت عيني الفتاة الصغيرة والتي اصبحت الآن في الشهر الرابع من عمرها، وأخذ وزنها بالتناقص، وما أن كبرت قليلا واصبحت قادرة على السير حتى طلب من والديها عدم تعريضها لأي نوع من الارهاق فقد يتعبها هذا ويعجل في اصابتها بنوبةِ مرت الأشهر التالية كالجحيم بالرغم من كل ما تخللها من لحظات سعادة وهناء وأمل مع تلك الصغيرة التي تجسد بوجهها وحركاتها ولفتاتها الحياة بكل ما تعنيه من سعادة وشقاءِ وقد انقلبت حياة هذه الأسرة، كما انقلبت قبلها حياة ملايين الأسر ممن لديهم طفل أو أكثر مصاب بهذا المرض اللعين، رأسا على عقب.
اضطرت الأم في نهاية الأمر الى ترك عملها والتفرغ للعناية بطفلتها الوحيدة بعد أن أنهكها السهر والاضطرار للبقاء لساعات طويلة الى جانب سريرها خوفا من أن تصاب بضيق في التنفس يودي بحياتها وهي نائمة غافلة عنها.
* * *
لا يوجد، حتى الآن، علاج ناجع وشاف ونهائي لمرض الربوِ ويتم أخذ كافة أدوية العلاج المعروفة، والتي تكون مهمتها فتح أو توسعة القصبة الهوائية، عن طريق استنشاق تلك الأدوية بشكل أو بآخرِ وكلما كان الاستنشاق قويا كان مفعول الدواء أسرع وأقوى، وكلما كانت الأزمة قوية صعبت عملية الاستنشاق بقوة.
هذا هو الوضع مع الكبارِ ولكن المشكلة كانت ولاتزال أعقد بكثير مع الاطفال الصغار المصابين بهذا المرض وخاصة أولئك الذين لم يتجاوزوا الأشهر الأولى من أعمارهم، حيث إن من الصعب الطلب من طفل القيام بعملية استنشاق قوية! ولهذا كثيرا ما يتم تحويل هؤلاء الرضع الى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم متى ما أصيبوا بنوبة ضيق تنفس، وما يعنيه ذلك من ازعاج وارهاق وتعب لكافة أفراد الأسرة.
* * *
في الشهر المقبل ستطرح شركة أدوية اميركية دواء جديدا في السوق الاميركية، بعد ان حصلت على موافقة ال "fda "عليهِ يمكن عن طريق هذا الدواء فتح أو توسعة القصبة الهوائية للأطفال المصابين بالربو دون الاضطرار الى اللجوء للمستشفياتِ وتتلخص الفكرة في وضع الدواء، المصنوع على شكل سائل كثيف، في قمع يوضع في فم الطفل وعن طريق ضغط الهواء يتم بخ ذلك السائل في فم الطفل بحيث يسيل ويصل الى حنجرته ثم القصبة الهوائية، ويظهر مفعوله خلال خمس دقائق على الأكثر.
نرجو ان يستفيد بعض القراء ممن تواجههم هذه المشكلة من هذه المعلومة الطبية وسنحاول في الأيام المقبلة الوصول للمعلومات الكافية المتعلقة بكيفية الحصول على هذا الدواء.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top