لعبة الدومينو

ينتهي يوم عمل الكثير من الوزارات والهيئات الحكومية وغيرها بين الساعة الثانية والثانية والنصف بعد الظهرِ ومن المنطقي الافتراض ان ساعة الذروة في حركة المرور ستكون خلال هذه الفترةِ ولكن من الملاحظ ان ساعة الذروة الحقيقية هي بين الواحدة والواحدة والنصف ظهرا من السبت والى الثلاثاءِ ومن الثانية عشرة والنصف وحتى الواحدة ظهرا يوم الأربعاء! وان دل هذا على شيء فعلى مدى التسيب الموجود في الكثير من مؤسساتنا الحكومية.
يعتبر الإهمال او التسيب في اية مؤسسة او شركة من الظواهر المعديةِ ومن النادر ان يستمر الموظف، مهما كانت درجة اخلاصه وامانته، في العمل او البقاء في مكتبه، متى شاهد المكاتب من حوله خالية خاوية من كل روح.
ولم يحدث هذا الأمر فجأة، ولم ينتج من فراغ بطبيعة الحال، فهو نتيجة لسلسلة من التراجعات والتسيب الإداري الذي يبدأ عادة من اعلى موظف وحتى فراش الوزارة.
ويلاحظ انه في اليوم الذي يضطر فيه بعض الوزراء للبقاء في الوزارة لأمر ما، فإننا نجد ان الوكيل والوكلاء المساعدين مضطرون ايضا للبقاء على كراسيهم، ويتبع ذلك بقاء مدراء الإدارات ورؤساء الأقسام الى اصغر موظف وفراش في اية وزارة او مؤسسة.
واتذكر بهذه المناسبة تلك الشكوى التي تقدم بها قبل سنوات احد سائقي مركبات الشركة، التي تعلقت بالصعوبات التي تواجهه في ادخال شاحنته الى ساحة احدى الشركات الحكومية لتنزيل البضاعة حيث يجبره حارس البوابة على ايقافها في الخارج مما يضطره لتحميل البضاعة يدويا الى داخل المخازن لمسافة طويلة، وكل ذلك بسبب رفضه اعطاء الحارس هدية او 'دعاية'! وقد قمت في حينها برفع الأمر لمدير الشؤون الإدارية في الشركة الذي قام مشكورا بتخليصنا من ذلك الحارس اللعين.
وقد حرصت وقتها على عدم اقحام رئيس الشركة، الذي تربطني به علاقة شخصية، بالأمر بعد ان احسست بأن ذلك الحارس لم يكن ليجرؤ على طلب الرشوة لو لم يكن على يقين من انتشار الأمر بين رؤسائه!
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top