هل مررت بهذه التجربة المتعبة؟

طلب مني أبنائي، الذين عاشوا الجزء الأكبر من حياتهم خارج وطنهم، ولم تتح لهم الفرصة بالتالي لمعرفة تاريخ المنطقة وجغرافيتها، ان اصحبهم في رحلة بالسيارة الى لبنان ليتعرفوا خلال تلك الرحلة على جزء هام من هذا العالم الذي ينتمون له، ويقوموا في طريقهم بزيارة البعض من اصدقائهم ومعارفنا في السعودية والأردن وسوريا!.
اشتريت لهذا الغرض سيارة جديدة من نوع 4 * 4 وجهزتها بكافة وسائل الراحة من ثلاجة وأطعمة خفيفة واشرطة كاسيت واقراص 'سي دي' موسيقية وانطلقنا في صباح يوم جميل من شهر أكتوبر قبل الماضي في طريقنا الى السعودية عن طريق السالمي.
بسبب التوقف هنا وهناك، وصلنا الى لبنان بعد عشرة أيامِ وكانت رحلة ممتعة لم تتخللها أية عراقيل أو مشاكل وكان الطريق شبه خال من حركة السيارات بسبب انتهاء موسم السفر، وكانت معاملة الجمارك والجوازات على حدود الدول المشتركة للدول الشقيقة أقل سوءا مما كنت أتوقع حيث لم يتم تنزيل الأمتعة في أية نقطة منها.
الأمر السيئ الوحيد الذي قلل كثيرا من متعة تلك الرحلة البرية العائلية الجميلة، وربما يكون الأمر الأهم على الاطلاق في أية رحلة وبأية وسيلة كانت، افتقاد المنطقة كلها وعلى طول الطريق لمكان ولو شبه لائق لقضاء الحاجة علما بأن الأمر لا يقتصر على ذلك الجزء فقط، فالطريق البرية من سلطنة عمان مرورا بالامارات وجزء من قطر والسعودية والكويت ثم السعودية مرة أخرى أو العراق ثم الأردن ثم سوريا والى لبنان لا توجد فيها نقطة واحدة يمكن أن تكون لائقة لقضاء الحاجة، وخاصة للنساءِ وقد اضطررت شخصيا لاستئجار غرفة في أحد الفنادق 'بدون نجوم' على الطريق البرية في احدى الدول التي مررنا بها وذلك فقط لكي نتمكن من استعمال حمام الغرفة لفترة ساعة واحدة فقط.
يبدو أن تقاعس الحكومات عن انشاء مثل هذه التسهيلات على هذه الطرق الدولية أو حتى في المدن الصغيرة التي تمر بها هذه الطريق سوف يستمر بعض الوقت، ويا حبذا، ويا حبذا مرة أخرى، لو قام بيت الزكاة او بعض تلك الجمعيات الدينية بصرف ولو جزء مما تقوم بصرفه على حفر الآبار في النيجر والصومال على انشاء مثل هذه التسهيلات الضرورية، خاصة اذا علمنا بأن آلاف العائلات، وهنا نقصد العائلات التي من ضمنها نساء مسلمات، تقوم باستعمال تلك الطرق سنويا.
لا نريد الاطالة في هذا الموضوع فالمطلوب واضح والمقصود أكثر وضوحا.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top