هل حقا نهرف بما لا نعرف؟

ماذا سيكون عليه رد فعلنا مثلا، لو قام باحثان مرموقان ومحترمان من جامعة اميركية معروفة بنشر دراسة تبين ان عدد المسلمين لا يزيد عن عشرة ملايين نسمة؟! او ان هناك مسجدا واحدا في العالم الاسلامي لكل عشرة مسلمين؟.
بتحكيم القليل من العقل، وبقليل من المنطق، نستطيع ان نستنتج ان هناك خطأ ما في النشر او الطباعة او ان وراء الاكمة ما وراءها.
*¹*¹*
كتبنا قبل ايام تعليقا على ما سبق ان نشر في مجلة 'الكوثر' التي يشرف على رئاسة تحريرها السيد عبدالرحمن السميط، من ارقام ومعلومات فلكية تتعلق بالنشاط الكنسي وحركة التنصير في العالم، وقد اغضب ذلك السيد السميط فرد علينا بمقال حاول فيه الدس بيننا وبين رئاسة تحرير جريدة 'القبس' بسبب ايمان هذه الصحيفة بحرية الرأي والانفتاح على مختلف التيارات.
يقول السيد السميط إن المعلومات التي سبق ان 'سخرنا' منها منشورة في مجلة تصدر عن واحد من اكبر مراكز التنصير في اميركا، وانها متخصصة في نشر الابحاث العلمية (!!!).
دعونا نعد فقط لبعض ما ذكر السيد السميط بأنه نشر في مجلة علمية رصينة من ارقام واحصائيات، ونسأل انفسنا عن مدى جدية تلك الدراسة وكيف يمكن تصديق ما ورد فيها!.
ذكرت 'الكوثر' ان عدد ساعات البث السنوية لمحطات التلفزيون والاذاعة التنصيرية سيبلغ عام 2025 اكثر من 425 بليون ساعة بث (!!!).
ولو علمنا ان السنة تتكون من 8760 ساعة فقط (24 * 365) فهذا يعني اننا بحاجة لاكثر من 48 مليون محطة اذاعية وتلفزيونية لكي يكون باستطاعتها تغطية بث 425 بليون ساعة!! فهل يصدق عاقل مثل هذه الارقام؟.
كما ذكرت الدراسة، التي لم ينف السيد السميط صحة ودقة ارقامها، أن عدد اجهزة الكمبيوتر التي كانت في خدمة التنصير عام 70 الف جهاز، وارتفعت الى 424 مليون جهاز عام 2001، وان عدد اجهزة الكمبيوتر في خدمة حركة التنصير عام 2025 سيكون بحدود 17 بليون جهاز (!!!).
ولو علمنا بان عدد سكان الارض قبل 40 عاما كان بحدود 3 بلايين وبلغ مؤخرا 6 بلايين فمن المنطقي القول ان عدد سكان الارض سوف لن يتجاوز بكثير 12 بليونا بعد 25 سنة ،وعليه فمن غير المنطقي والمعقول القول والنشر والاعتقاد والتصديق بأن عدد اجهزة الكمبيوتر لدى الحركة التنصيرية وحدها سيكون 17 بليون جهاز عام 2025!.
لا نود ان نثقل على القراء الكرام بأكثر من ذلك، فالامر واضح، وليس كل ما ينشر صحيحا، بصرف النظر عن مصدره، هذا مع افتراض حسن النية والدقة في الترجمة، فقد وهبنا عقلا نميز به بين الحق والباطل والمعقول، وغير المعقولِ وحيث اننا نفترض ان من قام بنشر تلك المعلومات يمتلك موهبة التمييز ويستطيع التفريق بين المعقول وغير المعقول فان من حقنا ان نتساءل عن السبب الكامن ليس فقط وراء الاصرار على نشر مثل هذه المعلومات 'غير الدقيقة' بل وعن سبب الاستماتة في الدفاع عن صحتها وتجنب نفيها بالرغم من كل شيء!.
*¹*¹*
نختتم مقالنا هذا بشكر 'الداعية الفاضل ورجل الدين السمح والمربي الاسلامي الكبير وناقل رسالة الدين الحنيف الى افريقيا وحامل راية العلم الى مجاهلها' على تفضله بوصفنا بالاوصاف التالية في مقاله سابق الذكر:
01 ان 'الكوثر' موجهة للقارىء الجاد وليس للبعض ممن لهم توجههم المعادي لكل خير ولكل ما له علاقة بالاسلام (!!!).
'ولا ادري كيف عرف السيد السميط ذلك عنا ولم يسبق ان تقابلنا او تعرفنا على بعضنا، ولا ادري ما حكم مثل هذا في الدين؟'.
2- ِِ ليس ذنبي ان الاستاذ الصراف عاجز عن قراءة اختصار اسم المجلة (!!).
3- ِِ لا اعتقد ان مستوى الاستاذ الصراف العلمي والثقافي وخبرته في التنصير تسمح له بمناقشة ما ذكر من احصائىات (!!).
'ونترك التعليق على هذا الامر لفطنة القراء'.
4- ان من حق اي قارئ ان يصدق او يكذب ما قرأ، ولكن ليس من حق الاستاذ الصراف ان يبتذل ويبلغ هذا المستوى من الاستخفاف بعقول علماء غربيين لا اشك انه لا يملك واحدا بالالف مما يملكون من معلومات متخصصة(!!).
'هل اصبحنا نستشهد الآن بفهم وحيادية وعلم الباحثين والعلماء الغربيين وكتاباتهم؟؟'.
5- ِِ اننا نفهم عداء الكاتب لكل ما هو اسلامي (!!) ولكن لا نفهم الاسلوب المتدني في نقاشه لمعلومات اوردها اساتذة جامعيون (!!!).
6- ِِ رجائي ان لا تفتح جريدة 'القبس' الباب لكل من 'يهرف' بما لا يعرف حتى تبقى مكانتها في نفوس القراءِِ (!!!).
*¹*¹*
ملاحظة:
نتمنى ان تقوم جهة ما بترجمة مقال السيد السميط الى مجموعة من لغات الدول الافريقية التي يقوم بزيارتها بشكل دائم لتتعرف على رفعة خلقه وجمال طريقته في المخاطبة وسحر بيانه وقوة منطقه.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top