الحمار الكولومبي

تبين العلامة التجارية لأحد انواع القهوة الكولومبية المشهورة مزارعا يركب حمارا ويضع على رأسه قبعة قش مهترئة مملوءة بالثقوب!! وقد سخر البعض من هذه العلامة بالقول ان هذا هو مصير من يزرع البن في دولة لا تعرف غير زراعة المخدرات!! ويقال لهذا الشخص باللهجة اللبنانية 'خرجك' وبالكويتية 'كفوك'!!
***
اصدرت حكومة طالبان امرا منعت بموجبه زراعة المخدرات في أفغانستان (!!).
وجاء نشر هذا الخبر على اثر أنباء اخرى تقول ان حكومة تلك الدولة قامت في الاشهر الاخيرة بتكديس وتخزين كميات كبيرة من تلك المواد في خطوة حار الكثيرون من المراقبين في امر تفسيرها.
تعاني حكومة طالبان من العديد من المشاكل سواء ما تعلق منها بتمويل وتغطية احتياجات جبهات القتال الضارية المفتوحة مع قوى المعارضة، أو في محاولتها فرض مفهومها الخاص للدين على مواطنيها وما تجده من معارضة شرسة منهم، أو التصدي لمشاكل الفقر والمجاعة التي فتكت ولاتزال بجزء كبير من شعبها.
يعتقد الكثيرون من خبراء المنطقة ان قرار ايقاف زراعة المخدرات وبيعها، ان صدق الخبر، سوف لن يصمد طويلا في دولة تعاني تقريبا من كل شرور ومشاكل العالم من جهل وفقر ومرضِ وان زراعة هذه المادة، المطلوبة على مستوى العالم اجمع، والتجارة فيها وتهريبها سيستمر ان بطريقة أو بأخرىِ فمن الصعب تخيل المصدر أو الطريقة التي تستطيع بها حكومة تلك الدولة ذات الاقتصاد المنهار من تعويض ما كان يعود عليها ويصب في جيوب مسؤوليها من اموال هائلة نتيجة تلك المادة سهلة الزراعة ذات العائد المادي المخيف!!
وبالرغم من ايجابية القرار، مع شكنا الكبير في وجود القدرة أو الرغبة في تطبيقه بصورة سليمة، الا ان ظلالا من الخيبة غطت عليه جراء قرار سبق وان صدر قبل ايام اجبر بموجبه عدد كبير من المواطنين الافغان المنتمين لطائفة السيخ على ارتداء شارات معينة تميزهم عن بقية مواطني الدولةِ ويعتقد بان قرارات اخرى في طريقها للظهور تتعلق باصحاب الديانات والمذاهب المختلفة الاخرى.
وهكذا تصبح حكومة دولة طالبان الافغانية اول دولة في العالم منذ خمسين عاما، وبعد حكومة المانيا النازية، التي تلجأ لهذا الاجراء في تمييز مواطنيها والتفريق بينهم دينيا بشارات معينة تعتمد على العرق او الدين، وبعدها المذهب أو القبيلة، وما اكثر عدد قبائل افغانستان!!.
ومن المؤسف، بالرغم من كل ذلك، انه يوجد بيننا من لايزال يعتقد حتى اليوم ان ما يجري هناك وما تقوم به حكومة طالبان يمثل قمة النقاء الديني.
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top