الصحوة الدينية

القبض على مشعوذ في الصليبخات يدعي بأنه نبي هذه الأمة، وبعث ليصلح بين البشر، وبأن لا أحد يستطيع منعه من إكمال رسالته، (الرأي العام 13/3/2001)ِ القبض، في منطقة الصليبخات أيضا على 'علاء حسين' المتخصص في أعمال الشعوذة والسحر وإيهام زبائنه بقدرته على تحقيق مطالبهم والذي يستخدم الخرز والأربطة والأدعية المكتوبة والأصداف في 'عملياته' (الوطن 2/4/2001)ِ بول وجلود وبراز وشعر فئران ودم حيض وملابس مبللة بالعرق ودماء زواحف وحيوانات منوية وبخور وطلاسم غريبة وكتب عن الشياطين والجن والأشباح وسيوف وسلاسل هي بعض مما قامت عصابة مكونة من عراقي وعراقية متخصصة بالسحر والشعوذة وأعمال الجن بالاستعانة بها في تحقيق الكسب ومعاشرة الساذجات من النساء بدعوى محاولة شفائهن! (الوطن 12/4/2001)ِ ضربة جديدة وجهها رجال المباحث للسحرة والمشعوذين والدجالين والنصابين وذلك بعد القاء القبض على نصابين أفريقيين: كيني وكاميروني، تخصصا في تحويل أية كمية من الدولارات النقدية الى ضعف قيمتها عن طريق السحر (القبس 18/5/2001)ِ وقعت المشعوذة زينب، المتخصصة في العلاج وتقديم المشورة عن طريق كتب السحر والجن والعفاريت، في أيدي قوى الأمن، (القبس يونيو 2001)ِ سقوط مشعوذ آخر في أيدي رجال المباحث تخصص في استخدام الطلاسم الموجودة لديه لتحضير الجن، (الوطن 25/6/2001)ِِ ضبطت المباحث متهما يقوم بأعمال السحر والشعوذة والنصب والاحتيال على المواطنين والمتخصص بمعاشرة صاحبات المشاكل اللواتي يلجأن اليه وذلك بحجة أنه يستطيع من خلال تلك المعاشرة تسخير الجان لحل مشاكلهن، (الوطن 27/6/2001).
* * *
من أين جاء كل هؤلاء المشعوذين؟ ومن سهل لهم دخول البلاد؟ وكيف استطاعوا جمع كل هذه المبالغ الطائلة؟ ولماذا ازدادت أعدادهم في المدة الأخيرة؟.
والأهم من كل ذلك، لماذا ازدادت وتيرة مثل هذه الطرق العجيبة في النصب والاحتيال في السنوات العشر أو العشرين الأخيرة بالرغم من كل ما طرأ على حياتنا من تقدم حضاري وتعليمي وزيادة نسبة المتعلمين والمثقفين وخريجي المدارس التقنية والجامعات وزيادة احتكاكنا بالمجتمعات المتقدمة؟؟.
إن الأمر، باعتقادي، لا يعود فقط الى وجود نفوس ساذجة يمكن أن تصدق كل شيء، ولا يتعلق فقط بوجود حالات مرضية مستعصية تبحث عن أي خيط أمل يربطها بالحياة، بل هو أخطر من ذلك بكثير حيث أنه مرتبط في أغلب نواحيه بما تعارف على تسميته بالصحوة الدينية التي نعيشها، وحالة الوهم التي خلفتها الأحزاب والتجمعات الدينية المتطرفة، وما تلقاه طرق العلاج غير التقليدية من تشجيع ودعم مادي ومعنوي يفوق بكثير ما هو مرجو منها.
من المؤسف أن ينشغل جزء حيوي وكبير من عامة الشعب في مثل هذه الخزعبلات، ومن المؤسف أكثر تورط أكثر من جهةمحلية معروفة في الترويج لطرق العلاج الوهمية هذهِِ وهي جهات لم تحاول الأجهزة الأمنية حتى محاولة الاقتراب منها لسبب أو لآخر، وما عليكم الا قراءة المجلات الصفراء التي تخصص الصفحات الكاملة لمثل هؤلاء لتعرفوا أن ما يدعيه البعض من ارتباط الحرية بمسؤولية الكلمة لا يعدو أن يكون ادعاء خاليا من المضمون.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top