تكفير الآخرين وهجرة المجتمع

يمكن لأي مراقب لواقع حياة وظروف مجتمع أية دولة اسلامية، دع عنك غير الاسلامية، ان يلاحظ أننا نعيش في السنوات السابقة بقليل ليوم الحشر الكبير.
فالتلفزيون في كل بيت، وغالبا في كل غرفة نوم، وما يعنيه ذلك من مشاهدة موبقات وآثام عبر تلك الشاشةِ ودور السينما تنتشر في كل محافظة وهو الامر الذي يعني أن ما لا يمكن تخيله او تصوره في الحياة من محرمات تجدها باللون والصوت والصورة امامك، وفرشاة الاسنان بمعاجينها المتنوعة ازاحت المسواك جانبا، ودور العبادة بالرغم من كثرتها الا انها اصبحت في بعض المناطق شبه خالية بسبب انعدام الامر بالمعروف والنهي عن المنكرِ والخمور تتوفر في اكثر من بيت وهيئة دون ان تحاول الحكومة منعها بكل ما تملك من قوة ورباط خيلِ كما شاعت بين الشباب وكبار السن ألعاب الورق والميسر وما تجلبه من مآس ان كانت على مال او تضيعه من وقت عبادة ان كانت للتسليةِ كما اصبحت النساء والفتيات سافرات في الاماكن العامة والخاصة، وتتلقى نسبة كبيرة منهن العلم في المدارس والاسوأ من كل ذلك قيام نسبة كبيرة منهن بالعمل خارج نطاق المنزل ومخالطة الرجال في مختلف الاعمال والانشطةِ كما لا تعارض الحكومة وجود الكثير من غير الملتحين وغير المرتدين للملابس السلفية، مع توفر نسبة عالية من حليقي الشارب واللحية والمصرين على ارتداء الملابس الافرنجية المخنصرة وغير المقصرةِ كما توجد في بيوت وحدائق الكثير من المواطنين تماثيل ولوحات تظهر من ذوات الارواح الشيء الكثير.
وتزين صدور الصالونات المنزلية والمكاتب صور شخصية مكبرة لشخصيات خاصة وعامة تعيش بيننا واخرى متوفاة، وتقوم نسبة كبيرة من المواطنين بالسفر الى خارج البلاد للراحة والاستجمام وما يعنيه ذلك من حتمية تعرضهم واهاليهم لموبقات الغرب وشروره، كما ان نسبة كبيرة تقوم بتناول لحوم معلبة لمختلف الذبائح دون ان تتأكد من أنها مذبوحة بطريقة اسلاميةِ ويستعين ابناء وبنات الكثير من الاسر بأجهزة الكمبيوتر والتي يمكن عن طريقها الدخول على الانترنت وما يفتحه هذا النظام الشيطاني من ابواب الفساد المحرم بكافة انواعه، وتقوم فئة كبيرة من المواطنين بشراء العديد من الصحف والمجلات المحلية والعربية والاجنبية ومعروف ان جل ما ينشر بها مجلب للمفسدة وضررها يفوق نفعها، ان وجدت هذه المنفعة أصلاِ كما أنه يحق للأفراد والمؤسسات جلب ما تراه من كتب ثقافية وادبية وروايات عاطفية وعلوم تخالف مواد غالبيتها فكر ومنطق السلف وتثير الشك في النفوس المؤمنة الطيبة الطاهرة التي لا تعرف 'وين الله حاطها'ِ كما توجد في البلاد جامعة ومعاهد علمية مختلطة بالرغم من وجود قانون يمنع الاختلاطِ ولو لم نسمح للفتاة بالتعلم في المقام الاول لما اصبحت لدينا مشكلة تسمى 'الاختلاط'ِ كما سمحت قوانين الكثير من بلاد المسلمين ببناء منازل وبيوت ذات شبابيك زجاجية كبيرة تسمح للغريب برؤية ما في البيت من محرماتِ وتنتشر في طول البلاد وعرضها مئات محال بيع الزهور التي يهدى اغلبها للمرضى أو تستعمل لتقديم التهنئة في الافراح وهي عادة اخذت من الغرب الكافرِ كما تقوم الدولة بتعطيل الدوائر الحكومية في اعياد تناقض معتقداتنا وهو امر لا يجوز حدوثه بأي حال من الاحوال في بلاد المسلمينِ كما ان التقويم الوحيد المستعمل رسميا وشعبيا في الكثير من البلاد هو الميلادي وهو غير الذي يجب اتباعهِ وفي الدولة آلاف صالونات التجميل النسائية وهي التي صدرت اكثر من فتوى دينية تقضي باغلاقها بالشمع الاحمر والاصفر والازرقِ ولا تعارض قوانين البلاد خروج المرأة من بيتها دون اذن ولي امرها سواء كان زوجها او والدها او اخاها او حتى ابنها 'الذكر'ِ كما توجد محال عديدة لبيع وتأجير اشرطة الفيديو والاشرطة الغنائية وهي مواد مفسدة ولا فائدة منهاِ كما توجد في البلاد اكثر من شبكة هاتفية متنقلة تستعمل خطوط كثيرة منها في المفسد من الامورِ كما تسمح الدولة للاطباء الذكور بالكشف عن عورات النساء وتقديم ما يلزم من علاج لهن وما هو أسوأ من ذلك ما تسمح به القوانين للطبيبات بالكشف على الرجال وملامسة ايديهم واجزاء من وجوههم ووصف العلاج لهم.
ولا يبدو ان هناك من يرغب في معارضة وجود آلاف الخدم من الذكور والاناث في بيوت العائلات او العزاب من الجنسين دون معارضة ولي الامر، وما يعنيه ذلك من احتمال الانحراف وفساد الخلق، اضافة الى حرمة وجود غير المحرم بين اهل البيت، ذكرا كان ام انثىِ وتتطلب قوانين البلاد كذلك وجود صور شخصية على الكثير من المستندات الرسمية، وهذا يعني الانكشاف على الغريب واظهار المحرم من الملامح للمنقبات والساتراتِ ولا تعارض الدولة قيام المرأة بقيادة السيارة والذهاب بها الى أي مكان تريد وما يعنيه ذلك من خطر خلقي كبير، كما ان الكثير من العائلات المحافظة لا تسمح لنسائها بقيادة السيارة فتضطر لتوظيف سائق ذكر للقيام بهذه المهمة وما يعنيه ذلك من احتمال الخلوة المحرمة، 'وما اجتمع ذكر وأنثى إلا وكان الشيطان ثالثهما'.
كما ان القوانين الوضعية هي السائدة ولا يؤخذ من الشرع في القصاص إلا أقله، ولهذا انتشرت السجون بدلا من القصاص الدنيوي الفوريِ كما انتشرت في البلاد المصارف الربوية وشركات التأمين غير الإسلامية، وتعتمد الكثير من الفنادق في دخولها على الحفلات المختلطة، ويسمح للأفراد والهيئات الدبلوماسية بإقامة الحفلات المختلطة، وهذا امر لا يجوز وقوعه في بلاد المسلمينِ كما تقوم الحكومة بالاحتفال سنويا داخل الكويت وخارجها بأعيادها الوطنية، وهذا أيضا محرم، فأعياد المسلمين الحقيقية هي الفطر ولا عيد غيره.
وتقوم العديد من الوزارات والمؤسسات التعليمية بابتعاث الكثير من الطلبة الى دول الغرب الكافر، وهذا أيضا لا يجوزِ وتنتشر في طول البلاد وعرضها وارتفاعها نواد صحية واجتماعية يلتقي فيها الجنسان على برك السباحة وعلى شواطئ البحار والانهار والينابيعِ كما توجد حركة مسرحية نشطة يشارك فيها الجنسان ويجسدون فيها شخصيات لا يجوز الحديث عنها، كما يختلط الجمهور حابله بنابله وهو يشاهد مثل هذه المسرحيات او الحفلات الغنائيةِ واخيرا وليس آخرا، تقوم الكثير من المؤسسات والمحال ببيع أدوات ومواد التبرج للمتزوجة ولغيرها وهو ما يشجع على الإغواء وبالتالي الانحراف.
ان القائمة طويلة جدا، ولا نبالغ إن ذكرنا ان كافة صفحات الجريدة لا تكفي لتغطية هذا الموضوع، وحيث ان كل ما ذكرناه سابقا لا يتوفر في أية دولة غير افغانستان تحت حكم طالبان، فهذا يعني أنها أرض الطهارة والدين الصحيح، وسلام على من اتبع الهدى.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top