من هم أصحاب الدماء الزرقاء؟

من المتفق عليه والمعروف من الحقائق العلمية المتعلقة بعلم الحياة أن أجسادنا تحتوي على بلايين الخلايا، وكل خلية منها تحتوي على جميع المورثات البالغ عددها 35 ألف مورثةِ ونحن لا نختلف عن الشمبانزي في مورثاتنا الا بنسبة 1.5% (واحد ونصف في المائة فقط) ولا نختلف عن بقية الحيوانات الثديية إلا بأقل من 15%.
وحيث ان لكل واحد منا أبا وأما، من الناحية البيولوجية البحتة، فإن هذا يعني ان لكل منا اربعة أجداد يليهم ثمانية أجداد أول وهكذا عبر متوالية هندسيةِ وبحسب هذه المتوالية فإن عدد أجداد أي فرد منا، اذا ما عدت في السلسلة الى الجد الأربعين، يبلغ أكثر من ألف بليون شخص، وحيث ان الارض لم يعش عليها منذ بداية الخليقة أكثر من عشرة بلايين، فإن هذا يعني ببساطة ان اغلب هؤلاء الأجداد متداخلون، وأننا نشترك جميعا في بعض الأجداد، فكل انسان على الأرض قريب كل انسان آخر ويلتقي معه في احد الجدود، وكلما كان هناك تقارب عرقي قرب الجد الذي يتصل الفردان به، وهذا يعني ان ليس هناك دماء زرقاء أو ودماء حمراء أو صفراء وان كلنا أولاد عمومةِ ولو عدنا، ومن خلال حسبة بسيطة، فقط الى مائتي ألف عام الى الوراء، لوجدنا الكثير من النساء اللواتي تستطيع كل واحدة منهن ان تجزم بانها جدة جميع الناس الموجودين حاليا على الأرضِ ويتطلب الأمر الرجوع لفترة زمنية أقصر في حال الرجال حيث ان الذكور يقومون بتوزيع مورثاتهم بطريقة أسرع*.

وعليه، من السخف الإدعاء بان جنسا ما أو عنصرا بشريا أو اتباع معتقد ما أفضل من غيرهم، وان الآخرين من درجة أدنى، فكلنا نعود بطريقة أو بأخرى لجد واحد أو أكثر!
* المعلومات مستقاة من كتاب 'البحث عن الحقيقة' لعبدالله حمد المعجل.

الارشيف

Back to Top