الشر يعم .. الخير يخص

قسم عالم الاجتماع البروفيسور 'حاكيم الشاريجي' بشر الكرة الأرضية إلى أربعة أقسام أو شرائح:
1 ـ دول غرب أوروبا والأميركتين إضافة الى استراليا ونيوزيلندا.
2 ـ شعوب آسيا وجنوب شرق آسيا غير الاسلامية، كالهند والصين واليابان وتايلند وسنغافورة وتايوان وغيرها.
3 ـ شعوب القارة الكويتية
4 ـ والمجموعة الرابعة لا هي مع هذه ولا مع تلك، وبالتالي لم يشملها البروفيسور في دراسته لأسباب تتعلق بأسباب مذهبية مربكة جدا، وجاءت هذه التقسيمات ضمن دراسة ستصدر قريبا من احد كهوف 'تورا بورا'.

توصلت الدراسة في جزئها الأول، الذي تم التركيز فيه على صفات الشريحة الأولى من البشر، الى انهم ينحدرون في أصولهم من القردة والخنازير.
ولو افترضنا جدلا، أكرر لو افترضنا جدلا، بأن من صنعوا لنا كافة وسائل الراحة من أسرة للنوم عليها، ومكيفات للتمتع بهوائها، وملابس نتقي بها حر الصيف وبرودة الشتاء، وأحذية نمنع بها احتراق أرجلنا على الرمال الساخنة، وكراسي نجلس عليها، ووسائل مواصلات واتصالات نستفيد منها في التنقل والمحادثة وعقد الصفقات التجارية في البورصات المحلية والعالمية، وأجهزة كمبيوتر نوفر باستعمالها ملايين السنين الضوئية، اضافة الى عشرات آلاف المكتشفات والمخترعات العلمية المهمة الأخرى في مختلف مجالات الحياةِِ لو افترضنا انهم أحفاد قردة وخنازير، فإن من الممكن بالتالي الاستنتاج مقدما بما ستصل اليه دراسة البروفيسور 'الشاريجي' عن صفات شعوب الشريحة الثانية، والذين يعتبرون أقل مساهمة بقليل من أصحاب الشريحة الأولى في التراث الإنساني وأقل اختراعا لوسائل الراحة، وأقل تقدما طبيا وصناعيا وعسكريا وفنيا وثقافيا، مما يعني بالتالي انهم من طبقة أدنى من القردة والخنازير، ولنقل بأن لهم علاقة ما بالقمل والصراصير!.
فإذا كانت هذه نتيجة دراسة البروفيسور 'حاكيم الشاريجي' في ما يتعلق بصفات شعوب الدول الغربية، بكل ما تمثله من تقدم ورقي، وشعوب آسيا التي أصبحت تنافس الدول الغربية عطاء وبذلا واختراعا ومساهمة في كل جهد يفيد الإنسانية، فما هي إذا صفة، أو صفات، شعوب الدول التي لا تستعمل إلا ما صنعه غيرها، ولا تأكل إلا ما زرعه طرف آخر، ولا تلبس إلا ما نسجته أيدي الآخرين، وهم أصحاب الشريحة الثالثة من سكان القارة الكويتية؟.
ألم يحن الوقت لكي نعرف قدر أنفسنا ونحترم الآخرين ومعتقداتهم لنكون في المقابل جديرين بمحبتهم واحترامهم؟!.
ألا يكفي ما نحن فيه من تخلف حضاري وصناعي وطبي، وحتى أخلاقي، لتؤلب فوق ذلك طائفة منا، بجهل، كافة شعوب الأرض علينا عندما تصفهم بكل تلك الصفات القذرة والمخجلة، وكأن الحق والصواب لم يعرفا أحدا غيرنا، وكأن الجنة لم تخلق إلا لنا؟.
ألا يعلم هؤلاء بأن كل شر يصدر عنهم يشملنا جميعا، وكل خير يبدر منهم، ان حدث ذلك، لا يستفيد منه أحد غيرهم؟.
ولكن ماذا نقول غير 'الشرهة' مو عليهم.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top