ما أشبه الليلة بالبارحة

قام عدد من المفكرين والعلماء والمكتشفين والمخترعين المسلمين العرب المعاصرين، ومن بينهم عدد من فطاحلة العلم والفهم في الكويت، بتوقيع بيان على 'الانترنت' حول التهديدات الاميركية للمنطقة، حذروا فيه من محاولات الادارة الاميركية ضرب العراق وتهديد امن المنطقة، مذكرين بان ما تقوم به اميركا يعيد للاذهان الحملات الصليبية وحقبة الاستعمار (!) وذكر البيان ان اي عدوان على الامة، او استخفاف بها، سوف يفتح ابوابا من الجهاد والمقاومة الشرعية العادلة التي ستنتهي بدحر قوى الشر الغازية من صليبية وصهيونية (!).
وحيث ان اميركا لم تقرر بعد غزو المنطقة واحتلالها، وحيث ان العدو الصهيوني موجود في فلسطين منذ اكثر من نصف قرن يعيث فيها فسادا وقتلا وتشريدا، ويستخف بكل قيم الامة، وتشكل تصرفاته عدوانا عليها، فإن من حقنا سؤال الموقعين على البيان، وهم من عمد الاحزاب الدينية في الكويت، عن الاسباب التي تمنعهم، او التي منعتهم حتى الان، من الجهاد والمقاومة الشرعية العادلة ضد قوى الشر الصهيونية؟ والى متى يجب ان يطول انتظارنا؟ ولماذا ربطوا اعلان جهادهم ومقاومتهم الشرعية ضد الصهيونية بشرط قيام اميركا بشن الحرب على العراق؟؟ اليس من الافضل، تكتيكيا وحربيا واستراتيجيا، اخذ اعدائنا واحدا واحدا؟
ان ذلك البيان البائس، الذي صدر عن مجموعة مترفة في غالبيتها تعيش عيشة رغدة، لم يضع في حسابه ما يريده شعب العراق، ولا ما يعانيه من آلام واوجاع وقتل وتشريد لم يتوقف منذ ثلاثة عقود، بل تركز جل هم الموقعين عليه ضمان مصالحهم الشخصية ومكتسباتهم الحزبية الضيقة، وما سيتعرض له نفوذهم من ضرر اذا جاءت قوى التحرر للمنطقة، وهذا هو بيت القصيد!
ان هذا البيان يذكرنا بالمؤتمر الذي عقده بعض الطلبة الكويتيين في القاهرة في الاول من يوليو 1960، اعلنوا فيه استنكارهم لدخول القوات البريطانية للكويت لحمايتها (!)، لا ادري ماذا كانوا سيقترحون من وسائل لتحرير الكويت وقتها.
كما لا ادري الان ما الوسيلة التي يقترحها من وقعوا على البيان من 'العلماء' لتخليص الشعب العراقي من ظلم متجبر آثم؟

ملاحظة:
اكد مدير ادارة البحث والمتابعة بالادارة العامة للهجرة، المقدم فيصل نواف الصباح، ان الادارة ستقوم بإبعاد كل متسول يتم ضبطه، كما سيتم ابعاد الشخص الذي استخرج 'كارت' الزيارة له.
نشكر الشيخ فيصل على قراره الجيد ونتمنى ان يستمر تطبيقه بشكل صارم سنويا، ولكن ماذا لو كان الكفيل كويتيا؟ ِِهل سيتم ابعاده ايضا؟ واذا كان الجواب بنعمِِ فإلى اين؟ وما الاجراء الذي سيتم اتخاذه اذا كان مستخرج 'كارت' الزيارة احد الفنادق؟ هل سيتم تسفير الفندق؟.

الارشيف

Back to Top