حور عين ماجد عشقي

أقيمت في الرياض قبل سنة، مناظرة نشرت جريدة عكاظ تفاصيلها، أراد من خلالها مقدمها، رشيد البيضاني، أن تكون بين رأسين، الداعية محمد المنجد، مفتي تحريم كرة القدم وغيرها، والمحلل السياسي والباحث الاستراتيجي(!) أنور ماجد عشقي، الذي قال عن نفسه في ثنايا الأمسية، إن لديه علما شرعيا لا يملكه الكثير من طلبة العلم. وقد تمحورت المناظرة حول موضوع غاية في «الخطورة والأهمية»، حيث دارت حول «الحور العين، وهل يوطأن في الجنة أم لا؟»، أي هل تتم ممارسة الجنس معهن؟ وهنا قال الخبير والمحلل (رئيس مركز الشرق الأوسط الاستراتيجية والقانونية) الى أن الحور العين لسن للمتعة الحسية، وذلك لأن الدوافع الجنسية غير موجودة في الجنة، وآدم لم يغادرها إلا بعد انكشاف سوءته، والاستمتاع بالحور ليس جنسياً بل هو معنوي لا ندرك مداه بعقولنا الدنيوية. وأوضح عشقي بعدها في مقال كتبه في ملحق «الرسالة» أن سبب تناوله لذلك الموضوع هو أمران: أولهما استغلال الإرهابيين للشباب من المراهقين، والإيحاء لهم بأنهم إذا قاموا بعملية انتحارية وقتلوا ودمروا فإنهم يصبحون شهداء، وستستقبلهم الحور العين في الجنة. والأمر الثاني الذي دفعه لتناول هذا الموضوع: أن عدداً كبيراً من المثقفين يعتقدون بوجود الممارسة الجنسية في الجنة، حتى بلغ الشطط ببعضهم أن ألّف كتاباً وقال فيه إن «الولدان المخلدون» الذين وردوا في القرآن هم لأهل الجنة الذين يميلون بشهوتهم في الدنيا إلى اللواط! وهذا ما يشوِّه صورة الجنة في أذهان المسلمين، ويبعث على السخرية من قبل أعدائهم، مبديا استياءه ممن وصفهم بأصحاب الأغراض المنحرفة، ينتقون من القرآن ما يعجبهم، ويتثولون بما يخدم أهدافهم ويتلاقى مع أهوائهم ليصلوا الى غاياتهم! «ولا أدري ما الذي يفعله هنا ومن الذي أخبره بكل أسرار الجنة وما يحدث أو سيحدث فيها؟». المهم ان عشقي يستمر في كلامه ويقول إن الجنس ما هو إلا مجموعة من الخصائص الفسيولوجية والتشريعية والسلوكية، نشأ بسبب انقسام الناس إلى ذكور وإناث، وفي الجنة تنعدم الدواعي الجنسية، لهذا فإن الأعضاء التناسلية سوف تختفي عند الإنسان في الدار الآخرة. وإن الله لم يخرج آدم وحواء من الجنة الى الأرض بسبب المعصية التي ارتكباها، بل بسبب ظهور السوأتين بعد أكلهما من الشجرة، لأن الله -عز وجل- تاب عليهما بعد أن تليا كلمات علمهما الله إياها، فعفا عنهما، لكنهما بسبب ظهور سوأتيهما لم يعودا مؤهلين للبقاء في الجنة فأخرجهما منها «هكذا». وأشار عشقي للخطأ الذي وقع فيه الفنان ليوناردو دافنشي عندما رسم صورتي آدم وحواء وجعل لكل منهما سرة في بطنه، وفاته أنهما لم يولدا من رحم أنثى وبحبل سري، على الرغم من أنهما لم تكن لهما سوأتان عند بدء الخلق «وأيضا هكذا!».
نتوقف هنا احتراما لعقل القارئ، لنقول إن مشكلتنا لا تكمن فقط في جهلنا بالشرع، وما أكثرهم وأقل خطرهم، بل في من يدعون العلم والمعرفة أيضا، فمع قلتهم، فإن خطرهم كبير ومفجع.
***
• ملاحظة: سيكون بإمكان علماء اليابان في أبريل المقبل إجراء عمليات جراحية لشفاء مرضى القلب والسكر وغيرهم، بحقن مستخلصة من خلايا المريض الجذعية!

الارشيف

Back to Top