الرنتيسي والصدر

عندما قامت اسرائيل قبل أيام باغتيال احمد ياسين، الذي طالما وصف بالأب الروحي لحركة 'حماس' الفلسطينية، اكتشفنا في اليوم التالي أنه لم يكن فقط أبا روحيا للحركة، بل مؤسسها وقائدها العسكري والمدني والمتحكم في كافة مقدراتها والعقل المفكر والمدبر لكافة عمليات الاغتيال التي قامت بها سراياها المقاتلة ضد اسرائيل وغيرهاِ وتبين، من الخلاف الذي نشب بين قادة الصف الثاني على ارث زعامته، مدى القوة التي كان يتمتع بها، والتي كانت خلاف ما أوهمتنا به وسائل الاعلام العربية من أنه لم يكن غير شيخ كبير في السن ومقعد بلا حول ولا قوة.
وبالأمس اغتالت اسرائيل عبدالعزيز الرنتيسي خليفة الشيخ احمد ياسين في غزة، الذي سبق ان توعد، فور اختياره زعيما محليا ل'حماس'، اسرائيل بتلقينها درسا لن تنساه! فما كان من هؤلاء الاسرائيليين الا المبادرة باغتياله قبل ان ينجح في التخطيط لأي عمليات قتل جديد ضدهم!
ونحن هنا لسنا في معرض اسداء النصح لأي طرف كان، ولكن دروس الحياة وتجاربها علمتنا الا نعطي عدونا، خاصة اذا كان اقوى بكثير منا، العذر او الفرصة لأن ينتقم منا، عن طريق مهاجمته ولعنه وتهديده بالقتل والويل والثبور وعظائم الأمور!
ومن حقنا هنا طرح التساؤلات التالية:
من الطرف الآخر المشارك، والمستفيد والملام في الوقت نفسه، بعد اسرائيل، في اغتيال هذه الزعامات التاريخية للشعب الفلسطيني؟
لماذا تمت هذه العمليات بمثل تلك السهولة، وفي فترة قصيرة من الزمن؟
لماذا استهانت هذه الزعامات بحياتها، وهي على علم تام بأنها مهددة بالموت في أي لحظة؟
وهل كان لقوى أخرى دور في تلك الاغتيالات؟
اسئلة ستبقى دون جواب فعقولنا توقفت عن التفكير منذ فترة طويلة طويلة طويلة جدا.

ملاحظة:
نشر في 'القبس' ان المرجعيات الشيعية في العراق حذرت القوات الاميركية من مهاجمة النجف وكربلاء، باعتبارها خطوطا حمراء لا يمكن لقوات التحالف تجاوزهاِ كما ذكرت تلك المراجع أن المس بالزعيم الشيعي مقتدى الصدر يعتبر مسا برمز ديني وسيتم التعامل معه على أنه اعتداء!
لا أدري أين كان السيد عبدالمهدي الكربلائي، الذي اطلق تلك التصريحات، نيابة عن المرجعيات العليا، عندما قام صدام حسين بضرب كافة العتبات الشيعية المقدسة، وفي أكثر من مناسبة، بالمدافع والرشاشات وطائرات الهليكوبتر؟ ولماذا لم نسمع احتجاجه عندما تكررت محاولات تدنيس اقدام جنود صدام لتلك الأماكن؟ ولماذا اصبح، مجرد المطالبة بتقديم مقتدى الصدر للمحاكمة على خلفية دوره في مقتل الزعيم الشيعي الآخر عبدالعزيز الخوئي، نوعا من المس برمز ديني؟! في الوقت الذي لم يثر حادث مقتل والد هذا الرمز على يد صدام حسين كل هذه الضجة؟

الارشيف

Back to Top