إجتماعات فاشلة في طريق النجاح

عقدت في الأسبوع الماضي ثلاثة اجتماعات كان العامل المشترك بينها يتعلق بالفكر الديني من جهة وقلة الحضور غير المتوقع من جهة أخرى.
الاجتماع الأول كان بدعوة، وعلى حساب وزارة الأوقاف، وأقيم على مسرح الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية، وكان المدعو للتحدث السيد عمرو خالد، الذي قام بالقاء محاضرة عن 'دور المعلم والمعلمة في الدعوة إلى الله'، حيث بينت الصور التي نشرتها 'القبس' بتميز واضح، ان عدد الحضور لم يتجاوز الخمسين بكثير، منهم أربعة رجال تقريبا، انشغل أحدهم بالحديث من هاتفه النقالِ وقد دلت الصور على انحسار واضح لموجة الدعاة التي سبق وان اكتسبت زخما غير معقول في السنوات الماضية.
الاجتماع الثاني كان 'المؤتمر السنوي الأول لحركة التوافق الاسلامية' الذي تعلق موضوعه بحقوق وواجبات المواطنة والذي دعا اليه أمين تجمع علماء الشيعة السيد محمد باقر المهري، وهو تجمع ذو صبغة ورائحة طائفيةِ وعلى الرغم من الكلمات والعبارات الوطنية التي قيلت في ذلك المؤتمر وعنوانه الملغوم فانه من الواضح ان عقده كان يهدف الى الاعلان عن قيام تنظيم ديني شيعي جديد مقابل تنظيمات دينية مضادة أخرى، وكأن الوطن، الذي يتباكون عليه، بحاجة إلى تقطيع أكثر في أوصاله المفككة!
المهم في الأمر أن هدف منظمي الحركة لم يحقق ما شاؤوا، والدليل على ذلك عدد الحضور الضئيل، وجلهم من النساء، الذي حضر الاجتماع والذي قل بكثير عن عدد من حضر ندوة السيد عمرو خالد!
أما الاجتماع الثالث والأخير فكان ذلك الذي دعت اليه القوى الدينية الحزبية المتزمتة والمتخلفة للتجمهر في منطقة أرض المعارض مساء يوم الخميس الماضي لمنع اقامة حفل 'ستار أكاديمي' حيث كان عدد من لبى نداء تلك الاحزاب اقل حتى مما توقعه أكثرهم تشاؤما، والذين سرعان ما تم تفريقهم بسبب ضعف حجتهم وضآلة عددهم! وعليه يمكن القول، إن فشل هذه الاجتماعات الثلاثة كان العلامة الثانية الفارقة، بعد فشل القوى الدينية في انتخابات جمعية كيفان وغيرها من الاشارات الفارقة والمميزة الأخرى، التي أثبتت للمرة الألف ان حكومة الشيخ صباح سائرة في طريق النجاح، وانها جادة، لا ريب في ذلك، في مسعاها الى إعادة وجه الكويت المتسامح، الذي اختطفته قوى التخلف في غفلة من الزمن، ذلك الوجه الطيب والخلوق الذي سمح لرجال ونساء الارسالية الاميركية المسيحية بالتواجد في الكويت وتقديم خدماتهم لمواطنيها في بدايات القرن الماضي، وهو الوجه نفسه الذي قام بالتبرع بأغلى قطعة ارض لاقامة مبنى الكنيسة الكاثوليكية عليها.

الارشيف

Back to Top