البكاء على الأطلال

 من المسؤول عن هذا الانحطاط الإداري والصحي والأمني الذي تتمرغ فيه البلاد؟ أليست الحكومة هي المسؤولة الأولى والأخيرة؟ ألا يوجد من هؤلاء الوزراء والوكلاء من يحترم نفسه ويستقيل عند وقوع خطأ في وزارته او إدارته، ام أن البعض يستقيل، فيطلب منه الاستمرار في عمله، ليرتكب أخطاء أكثر وأكبر؟

اسئلة كثيرة تخطر على بال الكثيرين، ولكن لا تجد من يجيب عنها ويهدئ روع الآباء والأمهات والمواطنين المحبين لهذه الأرض الطيبة.

وزير الصحة السابق ارتكب أخطاء مخيفة وأقال كفاءات، و«عفس» الوزارة عفاس، وترك منصبه ورحل، ولا ندري كيف تم اختياره في المقام الأول، وهو الذي لم يعرف عنه يوما اي إنجاز يذكر، والآن بدأت المحاكم بتعديل أخطاء ذلك الوزير وإصدار أحكام لمصلحة من أقالهم أو ربما أهانهم بتخفيض مراكزهم! ذهب الوزير وترك للمحاكم ان تنشغل بقراراته، وتنشغل بقية أجهزة الدولة بتعديل ما خرب، واعادة الاعتبار لمن أهين منهم ومن لم يهن!

كانت لي قبل فترة قصيرة تجربة مرة مع مستشفيات الكويت، التي اخترتها وزوجتي لعلاج ابننا، بالرغم من انه مغطى طبيا في الخارج، وكانت تجربة لن نكررها، وعلمتني سبب سفر المسؤولين لتلقي العلاج في الخارج عند إصابتهم بالانفلونزا، أو اي وعكة بسيطة. تجربتي كانت مرة وكتبت عنها مقالا، ولكن صديقا كريما طلب مني أن لا انشر المقال في حينه! ملخص الأمر أن في الكويت نسبة عالية جدا من مرضى السرطان، وهم في تزايد سنة بعد اخرى وبخاصة بين صغار السن، كما أن مرض السكر يفتك يوميا بأعداد متزايدة، وقد تكون الكويت الأولى أو الثانية في عدد المصابين به بين الأطفال حتى عمر 10 سنوات، وفيها نسب عالية من أمراض خطرة أخرى، ومستشفياتها متهالكة ويدير غالبيتها أطباء غير أكفاء والقذارة تأكل فيها وتسيبها واضح وكبير، وهناك هدر في كل إدارة تقريبا، وفي المواد والأدوية، والفساد ينخر في جوانبها، وكل ذلك يحتاج الى متابعة وعلاج، هذا غير حالة المستوصفات المزرية، إلا ما ندر، والتي تشكو من علل كثيرة، ولكن ما ان استلم الوزير السابق منصبه لم يجد ما يعالجه ويصلحه غير الفتك بالكفاءات، أو المختلف معه سياسيا، وترقية فلان وطرد فلتان وتنزيل درجة أطباء موهوبين من غير سبب، ثم ينتهي الأمر بأن يذهب لحال سبيله وكأن شيئا لم يكن، وليس هناك ضمان بأن لا يتكرر هذا العبث مرة اخرى! إن هذه الحالة ليست يتيمة فقد تكرر مثلها عشرات المرات ومع هذا لا أحد يود ان يسمع!
***
• ملاحظة: نبارك للدكتورة المبدعة الإنسانة فريدة الحبيب إعادة الاعتبار لها ككفاءة طبية وإدارية مميزة. وطبعا لا عقاب ولا من يحزنون لكل من اساء لها ولأمثالها من الكفاءات الوطنية!

الارشيف

Back to Top