انتظروا أوبرا

من طبائع الامور ان التافه لا يتحدث إلا عن تافه الامور!
* * *
'ِِ من منا لا يعرف 'اوبرا وينفري'؟ هذه المرأة الاميركية التي استطاعت ـ من خلال برنامجها الذي ربما يكون الاشهر في العالم ـ ان تكون الاكثر شهرة والاغنى في الولايات المتحدة، وان تستقطب ملايين المشاهدين من جميع انحاء العالم لمتابعة برنامجها الذي يبث على عدد كبير من المحطات التلفزيونية لما لهذا البرنامج من هوية خاصة'.
هذا مقتطف صغير مما ورد على صدر الصفحة الاولى من 'الوطن' (8/9) عن 'اوبرا' وبرنامجها المميز وذلك بمناسبة قيامها باستضافة زين الصباح التي استطاعت، عن طريق رسالة الماجستير التي انجزتها عن حرائق ابار البترول التي تسبب فيها صدام حسين، ان تظهر دور المرأة الكويتية في عمليات الاطفاء لتلك الحرائقِ وستبث حلقة البرنامج هذه خلال هذا الشهر.
تعرضت 'اوبرا' للكثير من الانتقاد من قبل بعض كتاب صحافتنا المحلية، الذين ربما جهلوا حقيقة هذه السيدة ودورها العالمي في اعمال الخير والدفاع عن حقوق المرأة اينما كانت، وربما من هنا جاءت كراهيتهم لها!
من بداية متواضعة في احدى مدن حوض نهر المسيسبي والى اقوى امرأة في العالم، تقلدت اوبرا وتقلبت في الكثير من المواضع والمناصب والتخصصات الى ان استقرت على تقديم برنامجها الاشهر.
استطاعت 'اوبرا'، بصفتها المقدمة والمشرفة على برنامجها التلفزيوني، استغلال هذه الاداة الاعلامية القوية والخطيرة في الوقت نفسه لخلق صلات وثيقة بمختلف المستويات حول العالم اجمع، ونجحت ـ من خلال برنامجها ـ ليس فقط في تقديم المتعة والثقافة والتسلية لملايين المشاهدين كل يوم، بل وفي رفع معنوياتهم، وخاصة فئة النساء والطبقة المظلومة، كما اضاءت جهودها الطيبة وحضورها الغريب، طوال العقدين الاخيرين، حياة الكثيرات وبعثت فيهن الامل والرغبة في الاستمرار في الكفاحِ كما ان التزامها باستغلال صلاتها وشخصيتها واموالها لاحداث كل ذلك التغيير الايجابي تجاوز بكثير دورها كمقدمة برنامج تلفزيوني ليبلغ افاقا لا نعرف عنها إلا القليل.
فأوبرا هي من اكبر فاعلي الخير في العالم من خلال مؤسساتها المهتمة بدعم التعليم في الولايات المتحدة وافريقياِ وهي من اقوى المؤمنات بان التعليم هو الباب الذي يؤدي الى الحرية.
ويا ليت بعض مؤسساتنا الخيرية تتعلم شيئا من جهود هذه السيدة ومنجزاتها العالمية العظيمة.
ترقبوا وشاهدوا معي برنامج اوبرا خلال شهر اكتوبر الذي يبث بعد السابعة بقليل من مساء كل يوم، عدا يومي السبت والاحد، على قناة الافلام الفضائىة (2) التابعة ل'إم بي سي'.
* * *
ملاحظة:
أستمتع كثيرا بقراءة الصفحات التاريخية التي يكتبها الموثق خالد البسام كما تعجبني الصور التاريخية التي تنشر مع تلك التحقيقاتِ ولو قام بالاهتمام اكثر بطريقة سرد معلوماته لكانت مواضيعه اكثر استمتاعاِ ربما كان بإمكانه الاستفادة في هذا المجال من الاسلوب المعتق الذي يكتب به الموثق السيد يعقوب الابراهيم، الذي يتصف اسلوبه بنكهة محببة طالما افتقدناها في اسلوب الصحافة المتسارع.
نتمنى على الزميلين، البسام والابراهيم، الاكثار من تحقيقاتهما عن تاريخ الكويت فنحن احوج ما نكون لمعرفة تاريخنا بعيدا عن النفاق والتزلف اللذين اتسمت بهما تحقيقات الاخرين ومقالاتهم.

الارشيف

Back to Top