حريري الكويت

يبدو أننا نحتاج أحيانا الى وقوع كوارث وحوادث قتل ووفاة لكي نعرف معادن بعض الرجال والنساء بيننا.

أقامت شركة 'اليوسفي' قبل أيام احتفالا كبيرا في أحد فنادق العاصمة بمناسبة مرور 50 عاما على إنشاء الشركة/ المؤسسة وبدء علاقتها الوطيدة باحدى أكبر شركات الالكترونيات في اليابان.
قام السيد عادل اليوسفي، أحد ابناء المرحوم عيسى اليوسفي مؤسس الشركة، بتوزيع كتاب في الحفل يقع في 300 صفحة من الحجم الكبير عن سيرة والده.
تضمن الكتاب الكثير من الحقائق والعديد من الصور والمستندات التاريخية، وتم تجميع مادته على فترات عن طريق تسجيل شهادات عدد من أخلص اصدقائه وأكثرهم قربا له لعقود طويلةِ كما شارك عدد من الذين عملوا في تزويد مؤلفه بمادة الكتاب الشيقة.
بحكم معرفتي بالمرحوم، التي امتدت لقرابة نصف قرن، والتي بدأت وأنا صغير أرافق والدي إلى محله الصغير الذي كان يقع في السوق الداخلي وقتها، فإنني كنت أعتقد أنني أعرف عن المرحوم ما يكفي.
ما اطلعت عليه في ذلك الكتاب عن حقيقة شخصيته وتعدد مواقفه الكريمة وبساطة معشره وخجله المفرط وتواضعه الجم اضافت الكثير إلى ما كنت أعرف عن خصاله الطيبة الأخرى.
لقد بينت لي محتويات ذلك الكتاب ان عيسى اليوسفي كان أشبه برفيق حريري الكويت، واننا لم نعرف قيمته الحقيقية إلا بعد ان فقدناه للأبد.
إنني أنصح كل محبي هذا الإنسان الحصول على نسخة من هذا الكتاب، كما أنصح الباحثين في التاريخ والتراث الكويتي المعاصر اقتناء هذا الكتاب لأهميته التوثيقية.
يمكن الحصول على نسخة مجانية من هذا الكتاب عن طريق الاتصال بمكتب السيد عادل اليوسفي على الرقم 802828، أو زيارة معارض 'باناسونيك' الواقعة على تقاطع طريق الغزالي والدائري الرابع في الشويخ.

ملاحظة: شعرت بألم داخلي وأنا أقرأ الكلمة التي ألقاها الفريق المتقاعد عبدالله الفارس في حفل تكريمه قبل أيام بمناسبة تقاعده، وبعض زملائه الضباط، والتي جاء فيها أنه في موقف يغص بشجون مبعثها مفارقة العمل الذي شغل قلبه وفكره معا طوال اربعين عاماِِ!
ربما لم يكن هناك بد من مفارقته عمله، عاجلا أم آجلا، فللعمر أحكامهِ ولكن كان رائعا حقا ان نرى رجلا يقضي كل هذه الفترة الطويلة في خدمة مختلف الاجهزة الامنية الخطيرة، ويخرج من الوزارة دون ان تتلطخ سمعته بما تعودنا على سماعه من سرقات وتربح غير مشروعِ أما أحكامه وتصرفاته الأخرى في قضايا معينة فالتاريخ هو الحكم، ولكل طرف تفسيره الخاص، والمقبول في أحيان كثيرة، ولا يجب بالتالي الحكم على أحد دون سماع وجهة نظرهِ شكرا لعبدالله الفارس الذي نتمنى ألا نفتقده، وظيفيا على الأقل، كثيراِِِ!

الارشيف

Back to Top