وهل يستوي السالمي بالري؟

تطرقنا قبل ايام الى مثالب مشروع تخصيص موقع لتجمع الشاحنات الضخمة على طريق 'السالمي'، عن طريق ممارسة عامة، وهي المثالب التي لم يكن من الممكن السكوت عنها، اما لسخافتها وطرافتها من جهة، او لخطورتها على المال العام من جهة اخرىِ وذكرنا في حينه ان 'فلسفة' البلدية، ذلك الوباء القاتل، من وراء تخصيص موقع بعيد لوقوف الشاحنات يكمن في الفقرة التالية التي وردت ضمن وثائق الممارسة: 'ِِ نظرا للحركة العمرانية والتنموية والتوجه نحو التجارة الحرة ولظروف الحركة التجارية التي تمر بها البلاد من شحن، ونقل للبضائع عن طريق النقل البري ولتأثير هذه الشاحنات (وهذه هي الفقرة المهمة)، من النواحي المرورية، وتسببها في اختناقات مرورية على الطرق السريعة والطرق الشعاعية (لا اعرف معناها)، حيث يتسبب وقوف هذه الشاحنات قرب المناطق السكنية والتجارية الى عدم استقرار هذه المناطق، وعدم خصوصيتها، ولذا، رأت (البلدية) تخصيص مواقع محددة لمواقف الشاحنات'!
انتهى كلام الوباء البلدي، الذي يتبين منه حرصها على عدم عرقلة حركة المرور، والذي دفعها دفعا لتخصيص الموقع في وسط الصحراء، على طريق السالمي.
ولكن البلدية قامت في اليوم نفسه بطرح ممارسة اخرى لمشروع مماثل، وذكرت الفلسفة نفسها في وثائق الممارسة، وتعللت بالأسباب نفسها، ولكن لموقع في منطقة الري، وعند تقاطع طريق الدائري الخامس مع شارع الغزالي، وبمساحة 200 الف متر تقريبا.
للبلدية الحق في تخصيص ما تشاء لمن تشاء، ضمن حدود القانون، وما لها من صلاحيات، ولكن ليس من حقها، بكل سجلها الناصع البياض، تكرار التبريرات نفسها لموقعين مختلفين عن بعضهما بشكل كامل وتامِ فموقع السالمي يقع في وسط الصحراء، اما موقع الري، فإنه يقع ضمن دوائر حكومية ومخازن وورش وحركة مرورية هي الاكثر كثافة في الكويت، كما توجد حولها مناطق سكنية، كالخالدية واليرموك والعمرية والعارضية والشويخ وغيرهاِ وبالتالي، فإن هذه الشاحنات ستكون عاملا اساسيا في خلق اختناقات مرورية وازعاج قاطني المناطق السكنية القريبة.
ان هذا الخطأ الفني الفاضح ما هو الا مؤشر صغير على مدى الفوضى التي تعشش في البلدية، وان 'الجماعة' فيها لا يفكرون بعقولهم، بل بأشياء اخرى بعيدة عنهاِ كما ان هذا الخطأ يبين كذلك ان مهندسي تلك الدائرة، او الوزارة، لا وقت لديهم، بسبب قلة عدد العاملين في البلدية، لتدقيق مضامين ومحتويات وثائق المناقصات والممارسات والمزايدات التي يقومون بطرحها على الجمهور!
وبعد كل هذا، نتمنى ونرجو الاصلاح في البلدية.
***
ملاحظة:
تتحرك بهدوء، وتعمل بسكون اكبر، تنتج هنا، وتبدع هناك، تعرض رسوماتها هنا، واشغالها الفنية هناك، تسافر على حسابها الخاص، وتتحمل مشقة ذلك بصبر، وابتسامة الرضا لا تفارق وجهها لتعرض اعمالها الرائعة في مختلف صالات العرض في اوروبا واليابان وغيرها من الدول، خالقة جوا من الاعجاب حولها، وثناء على وطنها.
وعندما نحاول ان نقيم ما قدمته هذه السيدة الفنانة وزوجها لوطنهما، فنيا واجتماعيا، نجده يزيد بمراحل ما قامت به ملحقياتنا الثقافية والصحفية في 'دزينتين' من سفاراتنا حول دول العالم.
تحية من القلب للفنانة ثريا البقصمي، ولرفيق دربها محمد القديري.

الارشيف

Back to Top