التحرك السريع

على الرغم من مختلف المقولات التي تنتشر بين طبقة من الكويتيين والمتعلقة بجزيئات العلاقة الإنسانية وأصول التعامل مع أبناء اسرة الصباح الكرام، وعلى الرغم من اتفاقي مع البعض منه، الأمر الذي انعكس على قلة عدد هواتف أبناء الاسرة في ذاكرة هاتفي النقال، الذي يحتوي على أكثر من ألف رقم، فإنني أعتقد أننا ككويتيين، وكما تعتقد غالبية شعوب المنطقة القريبة والبعيدة، راضون، والكثيرون منا سعداء، بكون أسرة الصباح هي التي تحكم الكويتِ كما أستطيع القول، من أكثر من منطلق وزاوية، وأنا مطمئن لصحة ما أقول، انني لم ألحظ يوما ما يمكن وصفه ب'شيوع' استغلال أبناء الاسرة لوضعهم، وطمعهم بالتالي بالتربح المادي الممجوج، ومزاحمتهم لبقية المواطنين في تجارتهم بطرق غير مشروعةِ كما يمكنني القول أيضا إنه حتى موضوع التعدي على الأملاك العامة، الذي كان شائعا قبل تأسيس الدولة الحديثة والاتفاق على خط التنظيم العام، كان في حده الأدنى مقارنة بالكثير من دول المنطقة.
وأضيف الى كل ذلك، كليبرالي وعلماني ملتزم، ان من الأمور التي تدعو الى الاعتزاز حقا أن الغالبية من أبناء الاسرة يمكن احتسابهم في صف المعتدلين أو حتى الليبراليين فيما يتعلق بآرائهم السياسية أو الدينية.
نقول ذلك بسبب اللغط الذي أصبح يدور عن بعض الظواهر السلبية التي بدأت تظهر على السطح مؤخرا بشكل لافت للنظر، والتي يكون أحد أطرافها فرد من الاسرة، وهي الظواهر التي عادة ما تعم سلبياتها الجميع، سواء ما يتعلق بتصرفاتهم التجارية أو ما يتعلق بدورهم في تقاعس ادارة التنفيذ في وزارة العدل عن تنفيذ بعض الأحكام القضائية الصادرة بحق البعض منهم، ومحاولات البعض الآخر التدخل وإعاقة النيابة العامة عن السير في الدعاوى القضائية في مراحلها الابتدائية.
إن هذا الوضع المؤسف ومحاولات البعض استغلال هذه الأوضاع لتحقيق أرباح سريعة وغير مشروعة لأنفسهم أدى إلى خلق ردود أفعال سلبية لدى الكثيرين، وخاصة بين طبقة التجار من مواطنين ومقيمين.
إن هذه المعاملات التجارية غير السوية لاتزال صغيرة وقليلة نسبيا على الرغم من فداحة الخسائر التي أصابت أطرافها، ولكن تأثيرها السلبي على سمعة الاسرة والكويت لا يمكن إنكاره.
وعليه نطالب المخلصين والحريصين على سمعة الكويت وسمعة الاسرة بالتدخل لحفظ مكانة أبنائها في قلوب المواطنين وحفظ حقوقهم، وإنهاء المواضيع المعلقة ومحاولة علاج الوضع برمته قبل ان يستفحل الداء وتصبح عملية المعالجة أكثر صعوبةِ ولا أعتقد أن ما نطالب به بالأمر المستحيل على المخلصين من أبناء الأسرة، وما أكثرهم.

الارشيف

Back to Top