تدريب منِِ وتطبيق ماذا؟

لا يمكن تخيل حجم التسيب والفوضى التي تعشش في كليات الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريبِ كما لا يمكن تصور ما يعانيه الوطن من جراء عمليات السلق التي تتم لمخرجات هذه الكليات التي لا تخضع لأي معايير جادة، او حتى قريبة منهاِ ولو قامت اي جهة محايدة، او حتى غير ذلك، بدراسة وضع السوق ومصير مخرجات كليات المعاهد التطبيقية لوجدت ان ما صرف على تلك المخرجات، وما بذل من جهد تدريبي وتدريسي عليها لا يساوي عشر ما حصل عليه المجتمع من مقابل!
وقد كشف احمد فرحان الهاجري، رئىس اللجنة الطلابية في اتحاد الطلبة التطبيقي، في تصريح صحفي له، جزءا من المشكلة عندما ذكر ان 'كلية' التمريض في التطبيقي لم تخرج احدا منذ اكثر من 4 سنوات! (وهذه كارثة).
وقال كذلك انهم كطلبة سيقومون برفع مذكرة الى ادارة المعهد التطبيقي والتدريب تتضمن خطتهم لعلاج مشكلة القبول في الكليةِ (وهذه كارثة اكبر)!
واستطرد قائلا ان نظام البكالوريوس الذي كان مطبقا في الجامعة، والذي تم الغاؤه، وهو النظام المطبق في 'التطبيقي' حاليا، قد صمم للطالبات وليس للطلاب!! (وهذه كارثة اكبر واكبر)!! فما الفرق بين النظامين، ان كان هناك فرق اصلا؟
وانهى رئىس اتحاد الطلبة تصريحه الصحفي بالقول ان هناك طلبة تم ارسالهم إلى الخارج لدراسة التمريض، وليس للتخرج كأطباء مثلا! وهذه مأساة بحد ذاتها.
ان الظروف الكارثية التي تمر بها كليات الهيئة العامة للتعليم والتدريب في الكويت مؤسفة حقا ولا يمكن معالجتها بغير اجراء تغيير جذري لادارة الهيئة بكاملهاِ اما انتظار انتهاء العمر الافتراضي للموظف الحكومي، واجراء التعديل بعدها فإنه سوف لن يكون في مصلحة احد.
نتمنى على وزير التربية تشكيل لجنة لدراسة اوضاع كليات ومعاهد 'التطبيقي'.
***
ملاحظة:
ابتسمت اولا ثم شعرت بأسى بعد ان علمت بان النائبين وليد الطبطبائي وعبدالله عكاش، وهما بالمناسبة من نواب مجلس الامة الكويتي، ومن المنتمين لاشد الاحزاب المتأسلمة تطرفا وغلوا في الاعتقاد ورفضا للاخر، سيمثلان الكويت، وهذا يشملني، في مؤتمر حقوق الانسان الذي سينعقد في رومانيا!
(حقوق الانسان + رومانيا، مقابل الطبطبائي + وعكاش) اليست هذه خلطة عجيبة وامرا يدعو للاشمئزاز حقا؟! والا يذكرنا ولع هذين النائبين بالمشاركة في مؤتمرات حقوق الانسان بشغف احد مدعي التدين المتعلق بركوب سيارة 'سبور' مكشوفة وسماع اغاني ام كلثوم بصوت عال وهو يقود واحدة منها في شارع معروف؟

الارشيف

Back to Top