الكنيسة القبطية والعصيمي

بمبادرة 'انسانية وحضارية راقية' من النائب السابق عبدالسلام العصيمي، عضو برلمان الكويت، 'ِِ دولة السلام والتسامحِِ' حسب وصف 'بابا الفاتيكان'، لوفد من رجال الدين الشيعة زاره قبل ايام، قام بالكشف عن انه تدخل لدى رئيس مجلس الامة ليقوم الاخير بالاتصال بنائب الامير، سمو ولي العهد، الشيخ نواف الاحمد، للتمني عليه باعادة النظر في موضوع تخصيص موقع مؤقت لبناء كنيسة للطائفة القبطية في منطقة خيطان!
سمو نائب الأمير كان حكيما بقراره عدم الاستجابة لطلب النائب وحول الموضوع الى مجلس الوزراء لمناقشته واتخاذ ما يراه في شأنه.
نشكر للنائب عبدالسلام - نعم، عبدالسلام، وليس 'عبدالحرب' - غيرته على دينه ومنطقته واهاليها برفضه قيام حتى مبنى 'مؤقت' لكنيسة قبطية في خيطان، وهذا يعني ان النائب لا يمانع في بناء المبنى، ولكن ليس في خيطان، وبالتالي على البلدية تحويل فكرة انشاء المبنى المؤقت الى الفروانية، وهنا سيتصدى النائب مسلم البراك، الذي اعتقد انه نائب المنطقة، للقرار وسيوسط شخصية اخرى للتوسط لدى الكبار لنقلها الى منطقة ثالثة، من منطلق غيرته على دين اهالي منطقته!، وهنا ستقوم البلدية بنقل فكرة المبنى الى الفحيحيل (أو الفحاحيل)! وهنا سيتصدى نائب تلك المنطقة للفكرة ليقتلها في مهدها!
لقد سمحت الحكومة، وبموافقة ضمنية من مجلس الامة، لأكثر من 70 الف من الاقباط المصريين بالقدوم الى الكويت والعمل فيها في مختلف المهن.
وتشهد سجلات وزارة الداخلية حسن سيرة وطيبة سلوك غالبية المنتمين الى هذه الطائفة بالرغم من كبر عددهم وتواضع احوال واعمال الكثيرين منهم.
وعليه من منطلق الانسانية والتسامح اللذين دوخنا العالم بامتلاكنا لهما، فإن من حق هؤلاء علينا توفير دور عبادة مناسبة لهم، على الاقل، اسوة بغيرهم.
ولا يعقل ان يعيش كل هؤلاء بيننا من دون ان يكون لهم حق ممارسة شعائر دينهم ضمن مبني مناسب، علما بأن مبنى كنيستهم الحالي، اضافة الى صغر حجمه، مهدد بالزوال من مكانه لإجراء تعديلات طرق في المنطقة.
ان اختيار منطقة خيطان لم يأت عبثا، فغالبية اتباع الكنيسة القبطية يعيشون، اما فيها او ضمن محيطها، كما ان فيها مساحات واسعة لوقوف السيارات ومباني مناسبة لاقامة صالة كبيرة، الطريف ان غالبية اصحاب العمارات التي يقطنها الاقباط في خيطان هم من اهالي خيطان الحاليين والاصليين!
للنائب عبدالسلام وغيره الاعتراض ما شاء له، ولكن عليه التقدم بحل مناسب يرضي الجميع، فالمشكلة لا تحل في بلد صغير كالكويت بالقائها على الآخرين، والمكان المناسب الذي تمت دراسته من كل الجوانب هو خيطان، وعليه، نتمنى على النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء الوقوف بحزم امام طلبات النواب التعجيزية، فإن قبل طلب هذا النائب فإنه ليس بمأمن من سماع الطلب نفسه من نائب آخرِِ وهكذا.

الارشيف

Back to Top