قصة أحمقين (من الإنترنت)

قمت بالاتصال بصديقة، ولكني سرعان ما اكتشفت انني اخطأت الضغط على الرقم الاخير، وعندما سمعت صوت رجل على الطرف الاخر قائلا: هلو! قلت بكل أدب: أنا توماس، هل في امكاني التحدث مع 'روبن'؟ وهنا انفجر الرجل على الطرف الاخر صائحا بصوت كالنباح: اذهب انت وروبن الى الجحيم، هذا ليس رقمهاِ واغلق الخط بوجهي!
تضايقت كثيرا من قلة ادب ذلك الرجل وعندما راجعت الأمر تبين انني حقا اخطأت في الرقم الاخير.
عندما انهيت مكالمتي مع 'روبن' قمت بالاتصال مرة اخرى بذلك الرجل وما ان رفع السماعة حتى بادرته بالقول: انت احمق وقليل الادب! واغلقت السماعة في وجهه بقوة.
وكنت، بين الفترة والاخرى، اعود للاتصال بالشخص نفسه كلما شعرت بضيق من أمر أو شخص ما حيث أتصل به وأسمعه مجموعة من الشتائم والاوصاف المقذعة قبل اغلاق الخط في وجهه، وكنت اشعر بعدها براحة كبيرة.
وعندما اخترع نظام معرفة رقم المتصل ادركت ان طريقتي الخاصة في المعالجة النفسية ربما انتهت صلاحيتها، وللتأكد من الأمر قمت بالاتصال بالشخص نفسه وقلت له انني 'جون سميث' من شركة الهاتف وانني ارغب في تعريفه بنظام معرفة رقم المتصل، ان كان يرغب في ذلكِ فرد قائلا 'لا'، واغلق الخط بوجهي بقوةِ قمت بالاتصال به مرة اخرى وصحت به: هذا لانك احمق وقليل الادب! واغلقت السماعة في وجهه.
وفي احد الايام، وعندما كنت انتظر خروج سيارة من الموقف لكي أوقف سيارتي مكانها فاجأني رجل قليل الادب واخذ المكان مني، وترك سيارته دون ان يعير احتجاجي اي اهتمامِ وهنا انتبهت لوجود ملصق على سيارته يحوي رقم هاتف ويفيد بأن المركبة للبيع!
قمت في اليوم التالي بالاتصال به وسألته عن كيفية معاينة السيارة فاعطاني اسمه وعنوانه كاملين وقبل ان انهي المكالمة قلت له: انت احمق كبير وقليل الادبِ واغلقت السماعة فورا! وهنا اصبح لدي احمقان، أو معالجان اثنان.
وفي يوم ما خطرت لي فكرة جهنميةِ قمت بالاتصال بالاحمق الاول وقلت له انني الشخص الذي دأبت على الاتصال به منذ فترة ووصفه بتلك الاوصاف! وعندها بدأ بالصراخ والتهديد وانه سيفعل كذا وكذا ان عرفنيِ وهنا قلت له ان اسمي هو كذا، وهنا ذكرت له اسم الاحمق الثاني وعندما سألني اين اسكن اعطيته عنوانه كاملاِ وهنا قال: ان التقيت بك فسألقنك درسا لن تنساهِ وهنا قلت له هذه فرصتك فلماذا لا تجرب؟ فقال: أنا قادم الان.
وهنا قمت من فوري بالاتصال بالأحمق الثاني وقلت له: هللو أيها الأحمقِ فقال صائحا: آه لو اعلم من انت لقطعتك إربا! فقلت له هذه فرصتك فانا قادم اليك الان ايها الاحمق، اغلقت الخط سريعا.
قمت بالاتصال بشرطة المدينة وقلت لهم انني اقطن في منزل الاحمق2، وانني في طريقي لقتل عشيقي الذي يسكن معي هناك، واغلقت الخط.
وقمت اخيرا بالاتصال بشبكة التلفزيون المحلية لاخبرهم بان حرب عصابات ستدور بعد قليل في ذلك العنوانِ وبسرعة تركت مكاني متجها لعنوان منزل الاحمق الثاني، ووصلت بعد لحظات لاشاهد اعنف مشاجرة بين عملاقين احمقين وشرطة تحاول فض المشاجرة وكاميرات تلفزيون تصور الحادث.
بعدها احسست براحة نفسية لم اشعر بمثلها من قبل، وشفيت من مرضي تماما!

الارشيف

Back to Top