أموال الجمعيات الدينية المسيسة (3/1)

ما كنا نود التطرق لهذا الموضوع الحساس في هذا الوقت بالذات، لكن اهميته وخطورته على الوضع السياسي الداخلي دفعتانا دفعا لطرق الحديد وهو حام.
منذ ان سمحت الحكومات الكويتية المتعاقبة، قبل اكثر من ثلاثين عاما، للجمعيات السياسية، الدينية بالذات، بحرية تجميع اموال التبرعات والزكوات والصدقات من الافراد والمؤسسات والشركات، بالطرق التي تناسبها، ونفوذ وحجم هذه الجمعيات في تمدد وتشعب كبيرين، وبصورة غير مسبوقة في تاريخ المنطقة مع انهمار اموال البترودولار على الدولة وجيرانهاِ وقد صاحبت هذا النفوذ تجاوزات وتعديات على الحريات العامة والدستور وتقييد للكثير من الحقوق الانسانية للمواطنين والمقيمين، والتي تم املاؤها على السلطة من قبل المشرفين على هذه الجمعيات، وكمثال صارخ على ذلك قانون تحريم التجنيس لغير المسلمين، لكي لا نتكلم عن قوانين اخرى في الجزاء.
***
لقد تمكنت الجمعيات الدينية المسيسة، خلال العقود الثلاثة الماضية من توظيف اموال التبرعات الهائلة الموجودة في حوزتها لتحقيق مصالحها السياسية، سواء ب'الاستثمار' في الافراد او المؤسسات التجارية أو بالتغلغل في المصالح الحكوميةِ وقد سمحت لها مختلف النصوص والفتاوى الدينية باستغلال هذه الاموال في غير الطرق التي تم التبرع لاجلها، وبالذات لاستغلالها في زيادة نفوذها وسيطرتها، وذلك بحجة ان زيادة نفوذ هذه الجمعيات في البداية ستمكنها من تجميع اموال اكثر في النهاية، والصرف بالتالي بشكل افضل على الاعمال الخيرية!
ولو قامت اي جهة، ولو شبه محايدة، بمقارنة نسبة ما قامت هذه الجمعيات الرهيبة القوة والسلطة والنفوذ بصرفه على الاعمال الخيرية، وحسب ادعائها هي وليس ادعاءاتنا، خلال العقود الثلاثة الاخيرة، باجمالي ما جمعته هي ورجال الدين التابعون والمنتمون اليها من اموال رهيبة الحجم، لتبين لنا حجم 'الجريمة' التي اقترفت بحق هذا الوطن ومواطنيه.
ولو اخذنا 'جمعية اعانة المرضى' كمثال، لوجدنا ان ما تقدمه هذه الجمعية، وايضا حسب ادعاءاتها، من خدمات متواضعة، كما هو مذكور في منشوراتها، لا يقارب بما يوجد في حساباتها من اموال لا يعرف أحد حقيقة حجمها، بحيث ان اختلاس مبلغ يزيد على 12 مليون دولار (3.5 ملايين دينار) وعلى مدى 4 سنوات لم يتم اكتشافه إلا بعد سفر المحاسب!
وللموضوع بقية.
***
ملاحظة:
يرجى من جميع الذين نتواصل معهم دائما عن طريق البريد الالكتروني ارسال رسالة لنا على عنواننا أدناه، حيث ان 'virys' صغيرا اثر في دفتر عناويننا ومسح المهم من الاسماءِ وشكرا.

الارشيف

Back to Top