إلى غنيمة المرزوق

أرسلت السيدة غنيمة المرزوق رسالة الى رئيس تحرير 'القبس' بثت فيها شكواها مما يكتب فيها من قبل البعض ضد الجمعيات الخيرية!! وبما أنني اعتبر نفسي من هذا 'البعض'، فانني بالتالي معني بالرد.
'تقولين يا سيدتي!ِِ 'ان بعض ما ينشر في الجريدة يكاد يكون في اطار تنظيم محكم ومرتب ترتيبا دقيقا، كما يبدو من خلال توزيع ادوار بين اصحاب اقلام عبر صفحات 'القبس'ِ وان ما ينشر للبعض يخرج من دائرة النقد الهادف الى دائرة النقد الهادم، ومن دائرة الحوار الموضوعي الى دائرة الحوار المغرضِِ'ِ شكرا لحرصك في بداية الفقرة على عدم اتهام هيئة تحرير 'القبس' بالتآمر مع كتابها عندما استعملت كلمة 'يكاد'، ولكن بتأكيدك على الأمر في الفقرة التالية خرجت عن الموضوعية، او كدت، عندما تخيلت وجود توزيع لأدوار بين اصحاب اقلام في 'القبس' للتهجم على العمل الخيري!!
لا أعتقد ان نزاهة وحيادية هيئة تحرير 'القبس' وتعففها التام عن التدخل فيما تسطره 'اقلام كتاب' فيها مسألة بحاجة الى الدفاع عنهاِ ولا حاجة لتأكيد عدم وجود 'تنظيم محكم ومرتب ترتيبا دقيقا وتوزيع ادوار بين كتاب للنيل من العمل الخيري' فهذا الكلام يبلغ مرتبة اتهام 'التحرير' بحياكة مؤامرة من نوع ما!! فطوال السنوات العشر الأخيرة على الأقل، لم يقم أي طرف في الجريدة بالاتصال بي او الطلب مني الكتابة في هذا الاتجاه او غيره، كما ان زياراتي لمبنى الجريدة واتصالاتي بهيئة تحريرها تكاد لا تذكر طوال الفترة نفسهاِ وربما يكون العكس هو الصحيح، فقد طلب مني في مناسبات كثيرة، وبكل تهذيب، تخفيف الكتابة عن التجمعات الدينية المتأسلمةِ كما وصل الأمر احيانا درجة منع نشر بعض ما كتب في هذا المجال بالذاتِ واعتقد ان ما ينطبق على حالتي يشمل كل، إن لم يكن غالبية من كتب وانتقد التصرفات الخطأ في انشطة العمل الخيري.
ان من يتصدى للقيام بأي نشاط عام معرض للانتقاد والتجريحِ ولو قرأنا، وصدقنا، ما تعرض له السيد عبدالرحمن السميط من هجوم وتجريح ومحاربة من الغير خارج الكويت، لهان كل ما قلناه في حقه وحق غيرهِ فمن لا يرد ان ينتقد او يحاسب على عمله العام فعليه، كما قال الزميل الدعيج، البقاء في منزلهِ وسوف نحل حتما عن سمائه وأرضه كذلك!
تقولين يا سيدتي إن ما يكتبه البعض هو سعي نحو تهديد ثوابت مجتمعنا واشاعة الفوضى والاباحة بين أفراده أو تسليط للمذاهب الفاسدة والدعوات المنكرة على عقول أبنائه (!!).
لا أدري حقيقة معنى كل هذا، ومنذ متى كان انتقاد تصرف اي جمعية نفع عام، خيرية او غير ذلك، جمعت مئات ملايين الدولارات طوال السنوات الثلاثين من دون رقابة او حساب، ولا يعرف أحد على وجه الأرض حقيقة أرصدة حساباتها أو أين وكيفية تصرفها بأموالها، كيف يمكن لهذا الانتقاد أن يمثل تهديدا لثوابت المجتمع واشاعة الفوضى والإباحة فيه وتسليطا للمذاهب الفاسدة والدعوات المنكرة على عقول ابنائه(؟!) ألا ترين يا سيدتي أنك بالغت كثيرا في الأمر؟ واذا كانت كتابات يتيمة ومتفرقة تمثل في نظرك تهديدا لثوابت المجتمع (التي أجزم بأن لا أحد يعرفها ويجمع عليها) وتهز كيانه وتسلط الفاسد من المذاهب عليه، فبماذا تصفين اذا تصرفات الكثيرين الذين استسهلوا بيع الوطن وتحطيم كيانه من خلال الاتجار بالمخدرات والتربح من بيع الاقامات وجنسيه الدولة وأرضها لمصالح انتخابية ضيقة ونشر تجارة الرقيق بجنسيه ومختلف ألوانه؟! ألا تعتقدين أن سهام اتهاماتك كان يجب أن تطال، ومن خلال صفحات 'القبس'، اولئك النفر أولا؟
أولا تعتقدين بأن ما كتبت عنه لا يخرج عما كشف وأبرزه الصحافي المبدع مبارك العبدالهاديِ وهي الأمور نفسها التي جاءت مختلف وفود وزارة الخزانة الأميركية ومفتشو الأمم المتحدة للاستفسار والسؤال عنها، فهل هؤلاء أيضا يشاركون ناشر 'الهدام من المذاهب'؟! إنه حقا أمر مستغرب يا سيدتي.
ثم وصفت يا سيدتي منتقدي تصرفات القائمين على الجمعيات الخيرية بأنهم من الداعين الى تقويض دعائم الدين والوطنية والخلق القويم (!!) وبأنهم يهدفون الى أضواء الشهرة وينطلقون فيما يكتبون من مبدأ من ليس منهم فهو عدو لهم ويجب سحقه وبأنهم يتساوون في هذا مع أصحاب البروتوكولات اياهم، اي الصهاينة، (تعففا، سنكتفي بعلامات استفهام هنا بدلا من التعليق)!!
ثم تستطردين في القول: 'ِِِ فما يكتبون هو عدوان صارخ ضد الانسانية، والأفكار التي يبشرون بها هي عدوان آثم ضد الانسانية وضد شرفها، ويجب أن نتصدى لهم ونمنعهم من الاستمرار في ارتكاب المظالم والعدوان على غيرهم'ِ(!!)
يبدو أن بعض الكتاب في دولة لا يزيد عدد مواطنيها على المليون بكثير ومن منتقدي ما يسمى بالعمل الخيري المسيس أصبحوا في نظرك يا سيدتي أكثر خطرا من اسرائيل على العرب الفلسطينيين واشد ضررا وفتكا من الجنجويد على سكان دارفور، وأعظم خطرا من الايدز والمجاعة على البشرية، وأفكارهم أشد اثما من المخدرات وجميع الأوبئة مجتمعة على الكرة الأرضية!! ألا تتفقين معي بأنك ذهبت بعيدا جدا في ظنونك، وبعض الظن إثم؟
***
لن نستعرض كم الاتهامات الكثيرة الأخرى التي وردت في رسالة رئيسة تحرير مجلة 'اسرتي'، السيدة غنيمة المرزوق، الى رئيس تحرير 'القبس' في حق منتقدي انشطة بعض الجمعيات الخيرية فسوف يطول الحديث بنا كثيراِ ولكن نقول للسيدة الكريمة ان بامكانها بسهولة وقف كل التعديات والتهجمات والانتقادات الموجهة الى هذه الجمعيات بتحقيق طلب بسيط واحد طالما تكرر في مقالاتنا، جميعا وهو موافقة هذه الجمعيات على فتح سجلات حساباتها للجهات الرقابية المعروفة بحياديتها 'وحرفنتها'ِ وهذا ما لم يحدث في أي وقت من الأوقات منذ أكثر من ثلاثين عاما وحتى الآن مع اي جمعية 'خيرية' كانت، ولا داعي لادعاء العكس فهو غير صحيح!! ومن لا يسرق يجب ألا يخاف المحاسبة، فما سبب خوف 'ملائكة الجمعيات' من هذا الأمر؟

الارشيف

Back to Top